( حاذِري ... فالشِتاءُ قادِمُ )
بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي
يَلوحُ في أُفقِنا غَيمُهُ ... وتَختَفي الأنجُمُ
والخَريفُ راحِلُُ ... هُمومَهُ يُلَملِمُ
وغادَتي لَم تَزَل بالهُدوءِ تَحلُمُ
سَألتَها ... هَل تَعشَقينَ الشِتاء وجوٌَهُ المُظلِمُ ؟
هَل شاقَكِ بَردُهُ والزَمهَرير ؟
أم السَحابِ أسوَداً ... يا بُؤسهُ التَراكُمُ ؟
والثُلوجُ والجَليد تَقطَعُ ما بَينَنا التَواصُلُ ؟
فَكَيفَ يا غادَتي نَلتَقي ... إن شاقَنا الغَزَلُ ؟
تَضاحَكَت مَحبوبَتي تَهمُسُ يا لَهُ التَشاؤمُ
هَل نَسيتَ بَيتَنا في ريفِنا قائِمُ ؟
أم نَسيتَ المَوقِدَ ... والنارُ فيهِ تُضرَمُ ؟
عَن أيٌِ بَردٍ يا فَتى تُكَلٌِمُ ؟
هَل يَشعُرُ العاشِقُ بالصَقيع ... يا لَهُ التَوَهٌُمُ
قُلتُ في خاطِري ... يا وَيحَها كيفَ تَنتَقِمُ
ما شأنَها العُواطِفُ إن زَمجَرت تِلكَ الرُعود يُصيبنا الصَمَمُ
والبَردُ يَنخُرُ عِظامَنا ... هَل نَبقى نَبتَسِمُ ؟
يا لَها مَحبوبَتي ... لِلزَمهَريرِ بالمَوقِدِ تُلجِمُ
قالَت ... بِما تُفَكٌِرُ يا فَتى ...
ولِمَ وَجهَكَ جامِدُُ كَأنٌَهُ الصَنَمُ
أجَبتها ... والرُعودُ من فَوقِنا تُزَمجِرُ
والبَرقُ من حَولِنا كَساحَةٍ لِلحُروبِ في ناظِري تُرسَمُ
أفَكٌِرُ في المَوقِدِ يا غادَتي ... واللهُ يَعلَمُ
وهو بحالَتي من غادَتي أرحَمُ
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية