في حبِّ طه
بقلم الشاعر عوض الزمزمي
حُبُّ الحبيبِ غدا في النفسِ مَسْراهُ
للهِ درُّكَ يا منْ عِشْتَ تهواهُ
نورٌ بيثربَ والقرآنُ منهجهُ
برٌ على الكونِ قد فاضتْ عطاياهُ
من رحمةِ اللهِ بالإنسانِ أرسلهُ
كم خَيَّمَ الظلمُ بالأكوانِ لولاهُ
في أهلِ مكةَ محمودٌ بسيرتِهِ
قبلَ الرسالةِ معروفٌ بسيماهُ
واللهُ أرسلَ جبريلَ البشيرَ لهْ
من فوقِ سبعِ سماواتٍ للقياهُ
صلَّى إماماً بكلِّ الرُسْلِ سيدُنا
ربُّ العبادِ بهذا النورِ أصفاهُ
وكذبوهُ ولم يؤمنْ بدعوتِهِ
من أهلِ مكةَ إلا من هدى اللهُ
قالوا له المالُ والسلطانُ موعدهُ
والجاهُ إن شاءَ مرهونٌ بيمناهُ
فقال حاشا وربي أن أفاوضهم
في مثلِ هذا وليس اللهُ يرضاهُ
لو يجعلوا الشمسَ في يمناهُ ما ذهبوا
بذلك الدينِ أو بدراً بيسراهُ
وكم تَعَهِّدَ أهلُ الشركِ مَقْتلهُ
لكنَّ رب الورى للحقِ نجَّاهُ
يحثو الترابَ على أبصارِهِم سِنَةً
ثم استقرَّ بذاك الغارِ مأواهُ
أسماءُ بنتُ( أبي بكرٍ) على يَدِهَا
ساقَ الكريمُ بها زاداً وسُقْياهُ
جاءا ليثربَ والأفراحُ تملؤها
لمَّا أهلَّ مع البشرى مُحَيَّاهُ
في أهلِ طيبةَ والأنصارُ في شغفٍ
بالوافدينَ ولبَّى القومُ دعواهُ
حتى أتاحَ لهُ ربي بدعوتهِ
ملكاً عظيماً وباتَ الشركُ يخشاهُ
في فثحِ مكةَ لمَّا جاء مُعْتَصِماً
باللهِ أثنى على من كان آذاهُ
هلَّتْ وفودٌ من الأعرابِ تقصدهُ
وجاء نصرُ الذي بالصبرِ حلَّاهُ
وقالَ أَهْلُ الهوى مما بدا لهمُ
لو نعلمُ الخيرَ ما كُنَّا عَصَيناهُ
فيهِ السماحةُ والأخلاقُ ديدنهُ
والنورُ أسفَلَهُ يسعى وأعلاهُ
سحرُ المشارقِ يا مولاي طلعَتُهُ
حتى المغاربُ كم عشقتْ مزاياهُ
صلى الإله على طه وأكرمنا
كيما تكون مساعينا سجاياهُ
عوض الزمزمي
مصر