#قصة_قصيرة
بقلم الأديبة سميا دكالي
#غلطة_عمر
لم تكن تدري أن الحياة لا تظل على وثيرتها تمشي.... وأن ربيعها لن يدوم، بل ستذبل أوراقه بعد أن يأخذ منه الزمن ...هكذا هي أمل ما بقيت على عهدها، ولا تلك المسحة من الجمال التي كانت تجدب الرجال ظلت مرسومة على ملامحها ، لدرجة أن الكل كانوا يتهاتفون عليها لبراءتها وتلقائيتها.....أصبحت الآن تحيا خريفها وقد انكسر كل شيء جميل بداخلها....لتذبل روحها حتى باتت كزهرة منسية في مزهرية تساقطت أوراقها بعد أن جف عودها....
دمعت عينيها وهي تتذكر تلك الشابة الفاتنة، التي كانت تعمل ككاتبة خاصة لمدير شركة....كل أسراره وما يتعلق بحياته وعمله أخبرها بها، لتعلقه بها وانجدابه لها....هي أيضا ما خذلته يوما، بل ظلت محتفظة بذكرياته معه وقد خبأت بعض الهذايا التي كان يقدمها لها في صندوقها الخاص....وخصوصا أنه وعدها بالزواج.
لم تكن تدري أن جمالها سيكون نقمة عليها قبل أن يكون نعمة..... اغترت به وظنت أن الحياة لن تغدر بها....لقد كانت متعطشة للمغامرات حتى أنها لم تكتفي بعلاقتها مع المدير، لترتمي بين أحضان موظف جديد.... جدبها بريق عينيه فلبت النداء....لكنه خدعها بأسلوبه اللبق، كما أنها مع الأسف لم يخبرها أحد أنه محب للنساء وعاشق للتسلية.... فدخلها بطريقته لتقع في شباكه وانساقت وراء قلبها......كانت أمل تعتقد أن الأمر سيظل سرا.... لكن لاشيء يكتم، فالمدير علم بأمرهما وجن جنونه.....وثأرا لكرامته ما كان عليه إلا أن أبعدهما عن بعضهما البعض في العمل، بل وعن نفسه فلم يتصور أن تخونه حبيبته...إلى أن انتهى بها المطاف أن فقدت مكانتها وتلوثت سمعتها ليشار عليها بالأصبع، حتى لعنت الحب الذي أوصلها لتلك النهاية المشؤومة.....
لن تنسى صدمتها هذه التي كسرت ظهرها، ولا صفعة الزمن لها عند خيانة حبيبها التي أحبطت آماليها ..... وهي من ضحت بمن كان سيهب نفسه لها ....ما عادت ترى الحياة مفروشة بالورود الآن..... حتى تلك الابتسامة التي كانت لا تفارقها غادرتها لتداري، حزن عينيها بنظارة سوداء.... فترى بها تلك الحياة التافهة وكأنها لا تساوي شيئا....انتقلت بين الأحضان تبحث عن نفسها ....لكن لم يعوضها أحد عن ذاك الذي خانها ولا وجدت روحها التائهة ....مرت السنون وهي على وشك تجاوز سن الاربعينات لا اختيار لها الآن فالفرص قد أضاعتها.... لا جمال يدوم ولا شباب يبقى ....
استقر بها المطاف لتتزوج أخيرا أرملا مسنا....تتقاسم معه ماتبقى من حياته وتشاركه آهاته الأخيرة....ربما الآن هي ممرضته، قبل أن تكون زوجته.... ستقضي معه الحياة الرمادية التي أكيد هي من صنعتها، قبل أن يختارها لها القدر... لأنها انسابت وراء قلبها دون أن تحكم عقلها.
#سميا_دكالي
بقلم الأديبة سميا دكالي
#غلطة_عمر
لم تكن تدري أن الحياة لا تظل على وثيرتها تمشي.... وأن ربيعها لن يدوم، بل ستذبل أوراقه بعد أن يأخذ منه الزمن ...هكذا هي أمل ما بقيت على عهدها، ولا تلك المسحة من الجمال التي كانت تجدب الرجال ظلت مرسومة على ملامحها ، لدرجة أن الكل كانوا يتهاتفون عليها لبراءتها وتلقائيتها.....أصبحت الآن تحيا خريفها وقد انكسر كل شيء جميل بداخلها....لتذبل روحها حتى باتت كزهرة منسية في مزهرية تساقطت أوراقها بعد أن جف عودها....
دمعت عينيها وهي تتذكر تلك الشابة الفاتنة، التي كانت تعمل ككاتبة خاصة لمدير شركة....كل أسراره وما يتعلق بحياته وعمله أخبرها بها، لتعلقه بها وانجدابه لها....هي أيضا ما خذلته يوما، بل ظلت محتفظة بذكرياته معه وقد خبأت بعض الهذايا التي كان يقدمها لها في صندوقها الخاص....وخصوصا أنه وعدها بالزواج.
لم تكن تدري أن جمالها سيكون نقمة عليها قبل أن يكون نعمة..... اغترت به وظنت أن الحياة لن تغدر بها....لقد كانت متعطشة للمغامرات حتى أنها لم تكتفي بعلاقتها مع المدير، لترتمي بين أحضان موظف جديد.... جدبها بريق عينيه فلبت النداء....لكنه خدعها بأسلوبه اللبق، كما أنها مع الأسف لم يخبرها أحد أنه محب للنساء وعاشق للتسلية.... فدخلها بطريقته لتقع في شباكه وانساقت وراء قلبها......كانت أمل تعتقد أن الأمر سيظل سرا.... لكن لاشيء يكتم، فالمدير علم بأمرهما وجن جنونه.....وثأرا لكرامته ما كان عليه إلا أن أبعدهما عن بعضهما البعض في العمل، بل وعن نفسه فلم يتصور أن تخونه حبيبته...إلى أن انتهى بها المطاف أن فقدت مكانتها وتلوثت سمعتها ليشار عليها بالأصبع، حتى لعنت الحب الذي أوصلها لتلك النهاية المشؤومة.....
لن تنسى صدمتها هذه التي كسرت ظهرها، ولا صفعة الزمن لها عند خيانة حبيبها التي أحبطت آماليها ..... وهي من ضحت بمن كان سيهب نفسه لها ....ما عادت ترى الحياة مفروشة بالورود الآن..... حتى تلك الابتسامة التي كانت لا تفارقها غادرتها لتداري، حزن عينيها بنظارة سوداء.... فترى بها تلك الحياة التافهة وكأنها لا تساوي شيئا....انتقلت بين الأحضان تبحث عن نفسها ....لكن لم يعوضها أحد عن ذاك الذي خانها ولا وجدت روحها التائهة ....مرت السنون وهي على وشك تجاوز سن الاربعينات لا اختيار لها الآن فالفرص قد أضاعتها.... لا جمال يدوم ولا شباب يبقى ....
استقر بها المطاف لتتزوج أخيرا أرملا مسنا....تتقاسم معه ماتبقى من حياته وتشاركه آهاته الأخيرة....ربما الآن هي ممرضته، قبل أن تكون زوجته.... ستقضي معه الحياة الرمادية التي أكيد هي من صنعتها، قبل أن يختارها لها القدر... لأنها انسابت وراء قلبها دون أن تحكم عقلها.
#سميا_دكالي