صرخة الحرف
بقلم الشاعر إدريس العمراتي
أنت صرخة الحرف أيتها الراحلة
أنت سمفونية على إيقاع المجهول
أنت صرخة على أعتاب القصيدة
أنت داء جرح في وطن مشلول
على شفاه القوافي تكسرت الحلول
يرافقك الألم نحو المصير المجهول
جرح مع كوابيس آخر الليل يطول
يرثي بقايا خيوط الأحلام
صراخ يحمل جراح الآلام
معك يصرخ حرفي اليوم
في عتمة الليل و غياب القمر
تزداد لوعتي و ينمو الضجر
لا شيء في الذاكرة يذكر
سوى بقايا حروف مصلوبة
تكثف فيها ضباب اليأس و العدم
تعانق في عينيك فراق الأهل
و رائحة الأرض و عطر المطر
و أطفال فقدوا وهج البراءة
الرحيل ناداك و لبيت القدر
لا زاد أراه معك في السفر
سوى صراخ يهتز معه الحجر
و وطن كان يوما لك وطن
لكنك لا زلت كما كنت عربية
عليك رداء العز أيتها الأبية
شموخك في السماء يحكي قضية
كنت و لا زلت فلسطينية
وحده ضمير العالم فقد الهوية
كيف أغفو كيف أحيا و كيف انام
و في صراخك تكسرت كل أمنية
وحدك تحملي وطنا على ظهرك
هاربة من حرائق الذل و الخذلان
حافية على جسر المهانة و الحرمان
و الدم العربي فقد اللون يا للهوان
رحلة منفى لم تكن في الحسبان
نداء القدر رماك بين الكثبان
ويح لعروبتنا عبث بها الزمان
صراخك الشجي بعثر أفكاري
معك قصيدتي تحمل ثقل الأحزان
في أرض أكفانها تباع بالمجان
ارفعي رأسك لا تحزني و لا تيأسي
تلك الرمال التي تفترشها قدميك
غدا سترويها عيون المطر
غدا ينبث فيها عشب أخضر
غدا ستوقظنا طبول النصر
و في القدس نردد الله اكبر
إدريس العمراني