كَالرِّيح...
بقلم الشاعرة ماريا غازي
كَالرِّيح . . . . أَنَا وَطَنِي الرَّحِيلْ
و عُمْرِي امْتِدَاد سُحُبٍ
و مَطَرٌ مُعَلَّقٌ فِي غَمَامَة لِلتَّأْجِيلْ
اَرْتَحِلُ و مَا مِنْ غَايَةِ
سِوَى أَنَّ عَيْنَيْك غَايَتِي و الدَّلِيلْ
صَاحِب قَلْبِي . . . . خُذ
خُذْنِي إلَى وَجْهِك فِي الْمَسَاءِ . . . سِرًّا و سَبِيلْ
سِرًّا لِلسُّرُور . . . . . لِعَلِيّ أُبْهِجُ لَيْلِك
امْنَحْنِي شَرَف الْقَبُول الْجَمِيلْ
أَنَّا مَا أَحْبَبْت يَوْمًا وَ لَا عَبَّرَت مُدَن الْعِشْق
إلَّا لَأَرَى جَبِينَكَ بَعْد أَرَقٍ مَع الْأَسَى طَوِيلْ
أَحَبَّنِي . . . . . أَوْ أَنْكَرَ تضحياتي و آلَاُمِّيّ
و اللَّه سَتَأْنَسُ حَتَّى بِالْوَجَع الدَّخِيلْ
فَالْفَرَح فِي حُبُّك فَرَحٌ . . . . .
لَكِن الْحُزْن جُزْءٍ كَبِيرٍ . . . فَالْحُبُ حُزْن و مَا مِنْ تَأْوِيلْ
سِوَى إنِّي اعْشَقُ حُزْنِي مَعَك
رَضِيت بِالصَّبَابَةِ عَلَى مَوْتِي . . . . و هَل لِلْمَيِّت صَبًا بَدِيلْ
غَيْرِ وَجْهِ مُضْنَاهُ . . .
يَا سَيِّدَ الْغُيَّاب . . . جَسَدِي بالعشق مُصَابٌ عَلِيلْ
الْقَلْب يَنْبِض بِالْهَوَى
و سَائِرِ الْأَعْضَاءِ بِالْعَيْش دُون رُؤْيَاك . . . حَظَّهَا قَلِيلْ
كَيْف لِعَيْنٍ تَسْكُنُهَا أَنْ تَقِرَّ
و سِرّ السَّكِينَةَ فِي طيفك يُزِيلْ
يُزِيل . . . يُزِيل أَي رواسب للقلق و للتفكير
و سَمْعِي لَا يَطْرَبُ إلَّا عَلَى وَقَع همسك حَقِيقَةً لَا تَمْثِيلْ
و كَيْفَ يَجْتَمِعُ صَوْتَك مَعَ غَيْرِهِ فِي جَوَانِحِي
ستفجر أَوْرَدْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَرْضَى بِالْبَدِيلْ
خُذْنِي عَلَى قَاصِرَاتِ اللَّهْفِ فِي فُؤَادِي
و لَا تتركني لفرص الْعَيْش الضَّئِيلْ
كَيْف تَحْيَا رِيحٌ . . . . مَا لَمْ تَرْضَى بِهَا أَسْبَاب الرَّحِيلْ؟؟
لتنقلها مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ
و تَسُوق إلَيْهَا الْخَيْرَ وَ لَو بِالغَيْث الْهَزِيلْ . . .!!
كَالرِّيح
مارِيا غَازِيّ
الجَزَائِر 2020/03/31