عبد الحميد مشكوري
يكتب ..................
عشتار
مدينتي
الأسطورة
كانت حبيبتي
قبل أن أولد
وبعد ولادتي
وقبل أن أموت
وبعد مماتي
ستظل حبيبتي
قديسة هي
في الحب
مجون أنثى
عرابة هي
في الحرب
موت و منفى
معبودتي
أرتلها
فهي محرابي
جدائل النخيل
من الرافدين
الى النيل
لا تحاكي
جدائلها
محبوبتي
رمز العطاء
من يدها
تمنح
خبزا و عنبا
ومن الأخرى
يتساقط بلحها
جنيا ورطبا
عراجين النخيل
من الرافدين
إلى النيل
لا تضاهي
غِلالها
عشتار
معزوفتي
كشفت أسرارها
باحت بشغفها
استسلمت
في غفلة
في غفوة
للغواية
تذوقت
طعم الحرية
انتشت
كونها من تراب
تشعر بالنعيم
كما تخشى
غضب العقاب
ازاحت عن وجهها
لثامه القديم
عشتار
الخرافة
اصبحت
تعشق الهروب
اصبحت قاحلة
لا تمارس العطاء
كصحراء العرب
بجوارها
أموت عطشا
رغم ينابيعها
من لبن
وخمر
وماء
رغم ما تملك
من ذهب
صرخت
بأعلى صوتها
أن مدنها تغرق
وأن قلاعها
تتهاوى أمام
فراغي
تتخلى
عن دورها
عن أنوثتها
عن الحب
عن قداستها
عن الحرب
تحطم
أحلامها
تغتسل
لآخر مرة
لتودعني
تغوص
آثارها
وسط النخيل
من الرافدين
الى النيل
عشتار
حبيبتي
ليس لها
في الكون
مثيل
----------------
عبد الحميد مشكوري
الجزائر -- بسكرة --
2020/07/10