الوهم
بقلم الشاعر محمد درويش
سأصبح في يومٍ لا أبالي
أعبر بقلبي دروب السنين
أبيع الوهم الذي عشت فيه
ومن يشتري عمراً ذاق الأتين
كأن لم أراكِ إلا أضغاث أحلام
فانقضى الحلم واستشهد الوتين
ومن بين الضلوع سيتفرق
عطركِ وكل حضنٍ دفين
شئ عجيب أن أجد نفسي
مظلوم حكم عليه يظل سجين
قد كنتِ نجمةً في سماء الليّل
تساقطت من عيني وحق الأنين
هل لي أن أحادثكِ و اسمع صوتكِ
أم أن الحديث ما عاد تشتهيه
كيف أعبر لكِ درب المستحيل
وفي كل دربٍ ضاعت أمانيه
تعربد بيّ الليالي بصوت حزين
كأني طائر بسمائكِ فقد أراضيه
أظل في ليّلي مع الحيارى ثميل
و كأس الشقاء أنتِ التي تسقيه
لم يكن حبٌ و عطفٌ و احتواء
قدر أني أعطيّتكِ كل ما ترضيه
سأظل أكتب و أكتب ولا يمل القلم
أبوح بسرّكِ و مهما طال الإنتظار
أسرد قصائد عشقكِ بحروف الندم
و إن غاب عني ضوء النهار
سأشق من دروبي درباً جديداً
و أعبر بأحلامي من قبض الإحتضار
و أحلم و أحلم مهما طال الندم
لا ألتفت إليكِ بنوبات الإنهيار
و يظل العشق وطناً غريباً
ها أنا في منفى بعيد الأنظار
هل أعود يوماً إلى وطننا
فحق اللجوء بين يديّكِ فيه القرار
الوهم
محمد درويش
٧ يوليه ٢٠٢٠