((تسألني))
بقلم الشاعر عطالله خلف
تسألني مشرقة الجبين عني؟
..............حين حلت في الأشهر الحرم
فمن أنت تكن حتى تغازلني؟
...............وعادت تسألني بحق القسم
جوابتها جوابا زاد حيرتها
................فتمسمرت من الرأس للقدم
تسألني وتسألني فما سألت
............من جنى ومن مرتكب الجرم؟
قلت خصمان المقتول والقاتل
.....................وأنت الظلم وأنا منظلم
أنت القاتل وأنا المقتتل
...........فمن العجائب قاتلي هو الحكم
لقد أزرى بنا الدهر بعدما
.................كنا أرباب المجالس والنعم
فإن هانت شوق صبابتي لك
..........فما هان الحبيب علينا وإن ظلم
خير زائرة حلت متي شاءت
............في الصحوة وفي غفلة الحلم
حلت زائرتي ليلة والناس نيام
...........والليل حالك السواد كما الفحم
تمشي متوهجة كنجم مشتعل
.........والشوق يتناثر كشعلة في العتم
والقلب منتفض حين تكلمت
.................كأن نفسي تحيا من العدم
قلت معللتي قالت قل معذبتك
..........فقلت كما شاءت وعيني تبتسم
والجسد شمعة تذوب محترقة
.......والحزن صديق مخلص بالغ الكرم
الفكر قوس مشدود الوتر
.........وأنا الهدف المقيد لمرمى السهم
فما الذنب بحياتي المقترف
...................وكل أمل متصدع منهدم
ليت لي ملك سليمان وأسكنتك
...........كوكب غير الأرض وغير النجم
إنني في الشعر أسطورة الكلمة
................وأكتم من الكبر شعرا عظم
إنني في سماء الشغف معجزة
....................يتفتق من الشوق العظم
وأكتم الشوق لكنه فاضحي
................أخشى الله سرا وفي الحلم
إن البحر يكاد يشتكي غوصي
.............كلما من جسدي مسته الحمم
يوم يبعث الخلق من قبورهم
.....................سأفتش عنك بين الأمم
الموت جامعنا وقد فرقنا القدر
..........فنسأل الله الستر وحسن الختم
عطاالله خلف