بوح على وتر الغربة
بقلم د.بسام سعيد
بكلّ ورود الكونِ
بشموسه السّبعة
وأقماره السّماويّةِ
تُطِلُّ من عليائِها بدراً
يُسرِجُ عتمةَ الّليلِ بِحُسنهِ
ترنو القلوبُ إليها
تُمعنُ العيونُ في مقلتيها الآسرتين
لضوءِ النّهارِ
***
تراها مصابيحُ الدّجى
تبصرُها الثّريا
تغارُ من إطلالتِها السُّها
تهمسُ في مسمعها فراشاتُ الودِّ
تُراقِصُ ضفائرِها الّليليّة
نسيماتُ الشّوقِ العليلة
تبوحُ الغيومُ لأرضِها العطشى للقطرِ المُباركِ
في شتاءِ العُمرِ
***
تُغرّدُ الطّيورُ
على أغصانِها الخُضرِ
تأوي إلى عشّها الشّتويِّ
تنشدُ الدّفءَ في مواسمِ البردِ والصّقيعِ
تُغازِلُها خيوطُ شمس الشّروقِ
تزورُها يمامةُ الفجرِ
تحطُّ على عتبةِ الدّارِ المسكونةِ
بطيبِ الوجدِ وذكريات الأمسِ السّعيدةِ
الحالمة بالغدِ المأمولِ
***
تُسافرُ الرّوحُ إلى حماها القدسيّ
ترجو لقاءً طالَ انتظارهُ
على ثراها الأسمرِ المباركِ الطّهورِ
أيا وطناً يُقيمُ في خافقي
يستوطنُ العروقَ الجارية بدماءِ الحنينِ
ردّني إليكَ مع أوّلِ إشراقةِ ضوءٍ
من ليلِ غربتي الطّويل
د. بسّام سعيد