السبت، 29 أغسطس 2020

Hiamemaloha

اكتئاب روح للأديبة مريم الوزاني

 اكتئاب روح

بقلم الأديبة مريم الوزاني

اخترت ان ألطخ بياض الورقة بالشظايا العالقة بي، مرت سنتان على معاناتي بمرض الاكتئاب ،كانت سنتان سوداويتان  ،عانقت فيها الظلام و استحوذت  الرمادية على كل دروب حياتي ،اتخذت من غرفتي زنزانة لي ولصراعاتي الداخلية ،فقدت الرغبة في الحياة و في محاولات الاحتكاك مع الاخرين ،كنت اجر جسدي جرا نحو مائدة الطعام لأشاركهم وجبة لا طعم لها، منعا اياهم من الاقتراب لزنزانتي و التشويش على بصيلات عقلي بأسئلة لا أملك لها جواب ، كل شرايين الأمل بداخلي تمزقت، و لم يبقى سوى عروق التعاسة تغذي روحي ، كل ما كنت اريده الخلاص من فوضى هذا العالم و من المعارك القائمة بين شياطيني ، كنت اريد ان انجو من كل هذا ،لم يعد هناك شيء مميز بالحياة كل الأشياء اتخذت نفس لون الرماد و كل الوجوه اصبحت متشابهة لي ،بدأت البحث في رفوف ذاكرتي عن العلة التي قادتني إلى هنا ، طفلة امضت طفولتها في احضان كوخ يعج بالحنان و امان الوالدين فاتخذت على عاتقها بحر من سراب مسؤوليات و لم يكن من حقها الاعتراض ،مرت سنوات الطفولة بين الأمل و السعادة المفرطة ،كبرت الطفلة و تطفل على حياتها  شخص كان لها بمثابة هدية كاذبة كاعتذار عن قساوة الحياة معها ،لم تكتمل الحكاية هنا ف البؤس كان مصرا على ان يرتبط بقدر الصغيرة ، رأت نفسها الطاهرة البريئة روحا تغادر من امامها حيث اللاعودة ، و لم يكن بوسعها فعل شيء سوى التأقلم مع آلم فقدان عفويتها وبرائتها  ، و اكمال طريقها نحو اللاشيء كل هذه الاختلاجات التي عانيتها دفعت بي نحو هذا السواد ،مللت حالة العجز التي كنت اتخبط فيها لذا قررت ان احارب هذا المرض ، تطلب الامر سنة كاملة من المعالجات النفسية  و ما يزيد عن خمس علب من ادوية المضادة للإكتئاب ،سنة  في مواجهة كل الاشياء التي ارهقت روحي ،خرجت من هذه المعركة منتصرة  ،لكن انتصاري هذا أحافظ عليه بشروط ، فعندما أرخيت يدي فيها، لم أتوقع أن يكون شعور الرضا بداخلي بهذا الحجم، قررت بعدها أن لا أشد قبضتي على شيء ، فالأشياء المكتوبة لنا لن تذهب لغيرنا حتى ولو أفلتناها 

اقول في النهاية حاربوا كل الاشياء التي تجعل منكم ضحايا الاكتئاب


بقلمي مريم الوزاني

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :