الغدر
بقلم عبدلى فتيحة
شربت أنا من الغدر كؤوسا
كأن كأسكم فيا مستعار
أذقتموني طعم الخيانة
كأنها فيكم أعطت ثمار
حسبتم أن الكذب سينحي
و إن كان للصدق فيا قرار
و ما الغدر من نفسي صعب
غدت روحي لتجعلكم ديار
تركت لها أنا ظلما هواها
و خالت أنكم ضوء النهار
و من الناس من ترى هواه
شلال حب يحرقك هو بنار
و منهم من قد تعطيه عمرك
فيعطيك يدا جمرا شرار
و منهم من تفضله بيوم
فيسقيك من الورد خيار
فلا تعطي حياتك للبكاء
و غيرك قد رآك انت مسار
بكيت على من سماني شمسا
و الناس غيري كوكب سيار
ولا تفرح بما انت تريده
فقد يسكب منيته إحتضار
و لا تجزع لما ضيعت يوما
تخاله بلسما يسقيك ضرار
و خير الناس حلاف بعهدك
ومهما نسيته فيك إعتبار
و يرسمك بروعته خيال
و أنك فارس فعلا مغوار
و منهم من تعطيه عمرك
فيجعلك كما الجبل إنهيار
فخالط إن خالطت هونا
و أبعد قلبك أبعده أمتار
و لا تنسى حبك يكون فيه
أليس هو القوي وحده القهار
و لا تغلو في الناس كثيرا
فترفع قدرهم رفع الأسعار
و ما حب بشر كالولدين
و هل في الدنيا مثلهم يبار
النفس قبر فيها لكل سر
في قاعها عمقا فيه آبار
فذا الكلام يقتل جيوشا
حتى وإن كان قائدها بتار
و هو الوفاء لحياتك شعار
و في النهاية شعلته إنتصار
فإحبس لسانك كالسجين
و إذا خرج يهطلك أوزار
و لا تخف ممن تقواه خوف
فتقوى الله فينا تبني أسوار
عبدلي فتيحة