(موطن الشمس )
بقلم الشاعر بسام الإسبر
هل عن رُباكِ جلا نورُ الهُدى وخَبَا
يا سوريانا وديجورُ الفنا غَلَبا..؟!
أراكِ غوَّصْتِ في البلوى ومااحتَكَمَتْ
رؤاكِ للنورِ حتّى غارَ وانسَرَبا
يا موطنَ الشمسِ إنَّ الشمسَ هاربةٌ
فَحَقَّ للدمعِ لولا فاضَ وانسَكَبا
ماكادَ يفرغُ غولُ القتلِ من شِبَعٍ
حتّى تَلقَّيتِ منه الجوعَ والثَغَبا
يا مهدَ مُستَنبتاتِ القمحِ قد قَحُلَتْ
فيكِ الحقولُ وصارتْ جُلُّها تَبَبا
جرى الرغيفُ كما تطوي الفلا عَجَلٌ
ونحنُ من خلفِهِ لا نُدرِكُ السببا
يا ربّةَ الحرفِ صار الصوتُ مُنقطِعاً
عن المعاني فَمَنْ صاتَ كَمَنْ نَحَبا
إلى متى ظِلُّ هذا الموتِ يتبعُنا
ولا نرى إلّا شَمَّاتاً ومُرتَقِبا ..!!!
قد حاصرتنا قِوى الطُغيانِ عامِدَةً
وما لَفَينا لِجَمعِ الشملِ مُقتَرَبا
حتّى السماءُ أبَتْ تُرسي لِحالَتِنا
كأنّما الله من أوطانِنا انسَحَبا
نارٌ تَلَظَّتْ قلوباً لا ضميرَ لها
مَثيلُها حوَّلَتْ غِيطانَنا حَطَبا
ماذا أقولُ وقد ضاقَتْ بنا سُبُلٌ
وباتَ يُنشِدُ فينا الكلُّ مُغتَرَبا
كأنّنا من سُلالاتٍ مُهيّئةٍ
للإنقراضِ وقد عِشنا هنا حِقَبا
يا سوريا الأمُّ ويحي من تَرسُّلِكِ
في البائداتِ وما راعَيتِ مُنقَلَبا
منابرٌ كرَّسَتْ باللهِ مُفتَرَقاً
فوظَّفَتْهُ وخاضَتْ فيه مُحتَرَبا
مُنَبِّرونَ اعتَلوا مِحرابَكِ غَسَلوا
لُبابَ قومي وكانوا فِتنةً جُنُبا
من قسّمَ الناس في الرحمن مُختَلِبٌ
ومن مضى إثرهُ في رأيِهِ انخَلَبا
زؤانُ حقلٍ وأشواكُ الكرومِ هُمُ
وما جَنَينا بهم قمحاً ولا عِنَبا
قد غلّسوا الحقَّ ذوداً عن مكاسِبِهمْ
ودلّسوا القولَ فيما يفتروا كَذِبا
نهجٌ دعا الموتَ في أقسى مظاهِرِهِ
وها هو شَبَحٌ للجوعِ قد وثَبا
إنْ لم نُحَصّنْ بِصدقِ النهجِ مسلكَنا
تاهَ السفينُ وعن مينائهِ انوَرَبا
لا زلتُ أرقبُ في رُبّانِنا عملاً
يُدني السفينَ ونستندي به أرَبا
شعر: بسام الأسبر 25/10/2020