غسان ابراهيم
نَظَمَت لِأَجْلكَ خَواطِرِي وَهَوّانِي
وَسَكَبتَ مَن حَبَرَ الحُرُوف بَيانَيْ
فَإِنَّ نامَت أُعَيَّن الشَعْر حالِمَ
سَتُنام عَيَّنَ العاشِق الوَلْهان
لَن تَسْتَكِين جَوارِحِي فَي نَظْمِي
وَلَن تَجِفّ مَحابِر لِسانِي
فَأَنّا العاشِق المتيم بهواكي
وَإِنّا الغَرِيق مُلْجَم بِحَنانِي
أَنَّ رَمِّي لَيّ سَلِبَ نَجاَة
تُجاذِبنِي مَشاعِر تَشِدّ بَنانِ
سَقَيتُ مَن بَحَّرَ غَرامكَ مرغما
حَتَّي أمتلئت سَدُود كِيانَيْ
وَنَضَحَت تَصِب مَن غَرامكَ جَدْوَلا
نَمّا مَن سَيَلْه عُشْب بَيانَيْ
فَلِكُلّ قَلْب رِوايَة يُحَمِّلها
وَلِكُلّ جَسَّد َ ثَوْب مَن النَيِّرانِ
فَحُبُك أُشْعِل سِراج عُمْرِيّ
وَأَلْهَب مُقْلَتَيْ وَسَرَّدَ لِسانِي
وَصَنَّعتُ مَن حَبَّكَ خَمائِل شَعَر
مَنْسُوجَة بِالحُزْن كَمّاً الأَكْفان
خُيُوطها فَرِحَ وَمَرَح وَشَجَنَ
وَلَها مَن الحَزْن سَلَّة خِيطان
وَلَها تَبَسَّمتُ بِعَضّ نواجدي
وَأُخْرى أَبْكاها نُسَجّ أحزاني
فَمُنْذُ عَشَّقتُك َ تَبَدَّلت َ أزمنتي
وَتَغَيَّرتِ خَرائِط مُدُنِي وَأَكْوانِي
وَصِرتِ أَتَحَدَّث بِلُغات غَرْبِيَّة
حَتَّى الهَواء حَدَثَنِي ثَوانِي
وَأَمْطار الخَرِيف تَساقَطتُ بِأَوْدِيَة
كانَت لِلجَدْب مَثّال وَعُنْوان
حَتَّى اللَيْل تَحْثُث أَمْرَيْيَ
وَأَبْلَغَ عَنِّي ما أُسَتِّره ُ بَكَّتُمانِي
وَما أُسَتِّرهُ لِيس بِمُشَيِّنَة
لَها مَن العَيْب خَجَل بِوِجْدانِي
أَنا أُحَبِّك وَسَأَصْدَع بِها
وَسَأُشْعَل مَن حَبَّكَ سُرُوج لِظَلامِي
حِينِ يَغِيب الضَوْء بِبَهْجتهُ
تُنِيرِي حَياة أظلمتها أَحْزانِي
فَلَّسَت بِكاذِب حِين ِ أَخْبَرتُكَ
بِأَنَّكَ مَن يُسْكِن قَلْبِيّ الوَلْهان
فَقَبْلِك َ لَم أُعَشِّق حَرَّة
وَلا أُمَّة بِجِمالها أَلْفَتانِ
وَكَأَنَّ النَساء لَم تَوَلَّدَ قَبَّلَكِ
وَلا بَعْدَكِ حَرَّكتَ مَشاعِر بِجُسْمانِيّ
وترائت عِنْدِي كُلْ الوُجُوه واحِدَة
كَأَصْنام قَوَّمَ بِلا صِوان
ما عَدَّت أَدْرِي أَفَلاكِ دَنِيّتِي تَدُور
أَم تَوَقَّفتَ أَجْسامها عَن الدَوْران
إِمّا صَوْتكَ فَأُرْعِد سَمائِيّ
وَأَدْخَلَنِي دارَيْ مَرَّ تَعُد بِهَذَيان
خائِف مَن سَيُولكِ الجارِفَة
تَهْدِم ما بِنِيّته ُ لِأَمانِي
مَن ذا يُحَمِّي حُصُنِي
مَن عَذْب يَجْرِي بِأَذانِي
لا يَشُبه ُ صَوْتك َ الأَصْوات
وَلا شیء مَن بِنِيّ الإِنْسان
إنتي مِلاك رُبَّما تَكُّونِي
أُو أَصابَنِي سَهَمَكِ بِقَلْبِيّ آلَفانِي