" علميني...."
بقلم الشاعر أنور محمود السنيني
سيدتي
هل أكتب لك كما يكتب الشاعر المهذبْ ؟
أم أنثر كلامي بين يديك
مثلما يفعل الطفل بأشيائه حين يلعبْ ؟
قولي لي
كيف أتعلل لو أجيء إليك
لأسرق من وقتك دقائقا
وأنهل من حروفك العذبة وأشربْ؟
علميني فن التراسل والدردشةْ
وأنواع التواصل والفرفشةْ
وأصول الكلام بعيدا عن الطلاسم والخربشةْ
وكيف أخرج من إطاري الكالح إلى حيز النعششةْ ؟
علميني فأنا خجول جدا..جدا ومؤدبْ
سيدتي
منذ التصقت في عيوني شمس صورتكْ
وشقشقت بحروف إسمي عصافير حنجرتكْ
لم أزل ألوث الكلام
وأقتل بسيوف الصمت الأسئلةَ عن السببْ
فعلميني سيدتي
لأعرف كيف أناديك ِ؟
وبأي عبارة أناغيك ِ؟
وماذا تحبين - لو أردف تحيتي - مِن لقبْ ؟
علميني كثيرا..كثيرا
فأنا أجهل لباقة العشاق
ورشاقة الكلمات التي يستعيرونها من الأدبْ
وأجهل الاختصار لما أريد بلا وضوحْ
وقلمي لا يجيد التعريض وفن التلميحْ
ولا يستبدل الغموض والتضمين بالتصريحْ
كتلك الأقلام التي يمسكها
جهابذة الكلام وأهل الفصاحة والخطبْ
علميني سيدتي
فأنا أجهل طرق الساذجينْ
وأساليب المتطفلينْ
عندما يقتحمون كالمغاوير الحصونْ
ويرسلون إلى كل القوارير الغصون ْ
أو أكاليل الورود والأزهار والياسمين بلا طلب ْ
لست أبدا ولن أكون في حالتي النفسية ْ
ممن يتشممون كالكلاب البوليسية ْ
آثار الأنثى الرومانسية ْ
وغير الرومانسيةْ ْ
ولا يفرقون بين عيدان العود والحطبْ
كل تلك الطرقات ِ
وكل تلك الحماقات ِ
ومثل تلك العلاقات ِ
لا أعرفها ياسيدتي ولا تعرفني
وليس بيننا لو تعرفين صداقة أو نسبْ
علميني متى أكتب لك بادئا؟
كيف أكون معك هادئا ؟
وبماذا أحيي ابتسامتي وأقتل الغضبْ ؟؟
ثم قولي لي :
في أي وقت أطرق بابك سيدتي؟
وماذا أقول عندما أغادرك وأذهبْ ؟
علميني كيف أبوح وأكتبها
لو أحببت بعفويتي أو بدونها
أن أقول كما تقولين لي : معجبْ؟
أو أعلن بجرأة في إحدى ليالينا
وعبر حروف الأثير بين أيادينا
أعلنها صراحة بدون تلجلج
وأقولها حين أدنو منك وأتقرب ْ :
أنا لا أحب الشيء المطلق بلاحدودْ
ولا أريد مما أريد ْ
أن يكون كالهواء الذي يعودْ
ويتنفس نافذته بلا قيودْ
مَن هبّ ودبْ
علميني كيف يكون الوصل بالطريقة المثلى؟
وبأي فصل سينمو الغصن ويتدلى؟
وكيف نجنيه كما نود أحلى وأطيب ْ ؟
علميني..علميني أشياء كثيرة ْ
فأنت حكايتي المثيرة ْ
وأنت معلمتي الأخيرة ْ
وبلا عجبْ
فأنا لم أزل بين يديك تلميذا
ولم أبرح لديك سيدتي أتأدبْ
فعلميني بأسلوبك الأنسب ْ
علميني كل شيء لأكون
أو علميني حتى لا أكون
أن أصنع من الآن قبل البداية ألف مهرب ْ
بقلمي أنور محمود السنيني