الصورة
بقلم الشاعر عبدلي فتيحة
من ذا الذي أبكى العيون وأرجع
آلام قلب والدموع لتخشع
عين الصبية عين تحرق وجدكم
تشعل نارا والنيران لا تشفع
أضنت فؤادي بالبكاء كأنما
جواهر عقد ما كانت إلا لتلمع
و القلب ضعف إن رآها يحزن
كيف لصوت مثل هذا لا يسمع؟
والوجه شمس للعيون قد بدا
مثل الشعاع إن خبأته سعى
أنظر إليها إن إستطعت تنظر
تقول هيا اسقي الحنان لأشبع
فأنا حرمت من الطفولة كلها
و أنا الصغيرة ذنبي أني لم أرتع
و تقول أيضا و الكلام مترجم
ما ذنبي جئت كي أعود لأرجع
بيع الجمال في المزاد غاليا
و أنا جمالي وسط الرمادي نصع
و ذي الثياب كلها هي رثة
زادت جمالا في رباك لتبدع
و القرط فرد لتبكي هي أختها
كأنها تهمس في أذني لأبرع
و هذا شعري إن حكت كل شعرة
قالت رواية كل واحدة موجعة
و صورتي قصة إن سكت تكلم
قالت كثيرا حتى صارت مقنعه
أصلي وجود والأصول كثيرة
و أصلي أنا بين الخلائق الأروع
فأيت أنتم يا من تروني باكية؟
أم دمعي ماء ما عاد أبدا ينفع
هل أنا بشر أم أنا محض صورة؟
جاءت يوما ثم راحت مودعة
قد مررت يوما أنا طيفا بعينك
فاذكرني دوما يا صديقي لن أرجع.
عبدلي فتيحة