الجمعة، 11 ديسمبر 2020

Hiamemaloha

موت في زمن الثورة للكاتبة إسلام محمود النويري

 موتٌ في زمن الثورة

بقلم الكاتبةإسلام محمود النويري

ضجت القرية ذات صباح بالفاجعة

وأتاها النبأ الحزين

فقد شاهدوا القمر مصلوباً

ويتدلى على مقصلة الإعدام

في الساحة الكبرى

انتشر الخبر كانتشار الهشيم بالنار

قال البعض : قتله اللصوص وسرقوا قلادته

وقال الآخرون : أعدمه الملك

وقالت فئة أخرى: لقد كان في عراكٍ مع الشمس

،،،،

هاجت القرية 

وأعلنت الأزهار الحداد

فارتدت وشاحها الأسود

و تعرت الأشجار من أوراقها

بينما ذهبت الطيور لتُشيع جثمانه

فتحت الأرض أبوابها

وأودعت جثته في أحشائها

،،،

حضرت الشمس وكانت باهتة اللون

كادت أن تحدث مشادات كلامية بينها وبين الغاضبون

فقد سمعتهم حين قالوا بأنها القاتلة

فأقسمت لهم أنها بريئة 

وأنها رأت القاتلين

لقد قتله الملك بسيفه

وأمر حاشيته بأن يتركوه في مكانه

بعدما اُعلنت الثورة

في الأحياء الغاضبة

أراد أن يزرع الرعب 

في أفئدتهم

انتفضت القرية

والأزهار

والطيور

والأشجار

والنهر

حتى الجدران

ذهبوا للقلعة

ونادوا يسقط الملك

،،،

هاله منظر المنتفضين

فأصدر أمراً للسيوف

والرماح والقيود

ألا تدع أحداً منهم

فإما قتلى أو أسرى

وطالب الزنازين بفتح أبوابها

فُقتلت الأزهار

وذُبحت الطيور

وقُيدت الأشجار للزنزانة مكبلة بالقيود

ونجا قليلٌ من البشر

جاء الليل  بدون القمر

سُمع صوتاٌ يعتريه الشجون

و صوت الكمان

فيه تنهيدة 

وآهات

اتجهوا نحوه

فإذا هي نجمة  مكلومة

مصدومة بما حصل

ثُرتي القمر


🖊إسلام محمود النويري

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :