بقلم الشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل
نِسيان ؟
ما أريده..
أن تعرف أنّني لْم أنسك
ما أريده الآن: هو أن تعرف أنني لم أنسَكَ أبدا، وأن روحك هاهنا معلقة داخل قفص شهيتي إليك، وأنك وحدك الحقيقة اليقينية لكل مبهمات الأشياء.
أريدك أن تعرف أنك حاضر داخل زمن الغياب، لأن الموت أهبلُ من أن يقتل حضورك!
أريدك أن تعرف أنك حي داخل لغز الموت، تمشي بجانبي، تشد يدي إلى بداية الطريق، تُنزل دمعي العصي ليغسل وجه أيامي القادمة.
وبعد أن أتخلص من كل هذا السُّخف والعقم العالق بجسدي، العابث بأفكاري، سأغتسل للمرة الأخيرة وألبس فستاني الأسود، أحمل نفس الحقيبة التي جئت بها، أقيم جنازة تليق بحجم الخسارات، وأدفن الماضي في مقبرة كتاب!
أنا لا أخاف الغد، فهو امتداد لجرح عميق!
أنا ولدت لأتذوق طعم الوجع بتأن، وليكون الخوف شاهدا حين يضع القهر بصمته الحارقة، على جسد نخره اليتم، وقتله التسلط والغضب!
أشكو الأيام الضائعة ساديَّة الزمن اللعين، حين تُرِكت كشيء مهمل على قارعة الوقت.
ليس لي الآن إلا أن أبحث عن ابتسامة سابقة، وفرح غابر، وسعادة محتمَلة!
كي أحيا!
كي أحلم!
كي آمل!
وكي ألقاك في برزخ الأمنيات!
رشيدة الأنصاري الزاكي
----------------------
دائماً..
وإن
تنسينني
أنا ..
دائِماً أراكِ
وأقول ..
اعذريني
إذ أنت..
تتَضوّعين
عِطْراً ولُطْفاً
تَتيهين ..
أدَباً وشِعراً
وتزْدادين
إيناعاً وجَمالاً
أيْ واللهِ ..
ورْدة جورِيّة
عذراء !..
ترد الروح لي
في المنافي .
ولِذا لا أقْبَلُ
فقط أن أراك..
وإنّما أُريد أن
أحْيا جِوارَكِ
بسرور وأنعم
ببياض القلب
بنبيذ الروح
بجمال الكون
في عينيك
اللتين اسجد
أمامهما باكياً من
الخمرة المعتّقة
التي تغمرهما
وبصفاء الفيض ..
من الحياء !
أنا أعقر
اسمك غناء
حيثما كنت.
وإن في البَرْد
تحْتَ عصف
الريح والمطر
أو ذات حلم .
أيْ نعَم ! ..
بَل وفي العراء
كيْف لا ..
ودِفْؤُكِ يصلَني
حتّى ال: هُنا ..
أنت في جنوب
الروح مني وفي
شمالي ..
بعمق القلب
ولا أدري أنت
كيف في ال ..
مكان ولا أعلم
أينك في الغياب !
وإنما أراك ..
كما بدا لذي
الطور بحياء
القمر ولوجهك
خلف حجاب ..
نور الشمس !
بفمي منك ..
طعم اللقاء
وبأنفي من
عناقك عبق
الوطن ..
وعبير الزهور
هذا يكفيني ..
عندما وجهك
يتوارى وفيه
شفاء لي من
الأسى والهموم .
تبتعدين دائماً ..
وحتى لا أنساك
أسأل عنك ..
كمجنون في
في اليافي أو
كبهلول آخر ..
في المحطات
محمدالزهراوي
أبو نوفل
ملاحظة :
ــــــــــــــــ
من ذا الذي يقرأ نصك
أعلاه ولا يقول إنها
لغة الملائكة ؟..
نص معجز وقد كُتِب
بلغة أجمل الأبجديات
وبمجاز لم نقرأه بعد..
ولو عِند أعظم
المبدعين من الشعراء
وكتاب العالم ؟
ثم، من هذا الذي..
يقرأ النصّيْن معا
ولا يقول هذه نجوى
بين ميّ وجبران ؟
م . الزهراوي
أ . نوفل