شجرة الزيتون
بقلم الشاعر عدلي فتيحة
يعصف الشجر الكبير في الضلال
ربما يوما يعانقه الهلال
يعصف الخيال منك كالأصم
كأنه شبح نفض في الليال
مهما رحنا وابتعدنا في الحياة
جرحنا غرس فينا الجبال
اعصفي غضبا وألما مستكين
و انثري الزيتون فيك لا يزال
حبه الممطر من تربتك
إنه الوحيد الذي عنه لا يقال
أنه يوما تكلم قال ....قال
إنه الزيتون فيك بل محال
أيها الشجر انت قد تودع
يده المرسومة في نفس الخلال
ليرثها كل من هب و دب
و يرثها ماؤها العذب الزلال
تربة يمتد فيها أصلك
كيف تنسى الأوراق ورف الضلال
تنحني الأوراق فيك خشية
هي تعلم أنك الأصل العقال
منك انت قد تهادت كالصبي
يرشف اللبن واليد في إنفصال
كي يلامس ثغرها إنها الأم رمز النضال
فهي الأصل المبجل لا الغلال
يا أيها الزيتون انت موطني
فيك أبني وسط السور آمال
تسقط الحبات منك مرة
تسقط الألام في قلبي سجال
أنت مني وامتداد من دمي
أنت أمي و أبي الذي حال
أيها الزيتون احكي قصتي
ارويها للأجيال
اروي حبي فيها تحت ضلها
هل يموت الحب في وقت الآصال؟
انثري الزيتون ينبت مبعثي
أنثريه في الأراضي والجبال
قد بقيت انت ربما فرحتي؟
حتى و إن غاب الضوء إرتجال
استمد القوة من تربتك
وابتر الوريد مني في عجال
عانقيني وابكي بأوراقك
كي تغطي روحي تزدها جمال
ايها الزيتون هيا انتفض
من الصحراء من بين الرمال
حرر الأحلام انت واصرخ
ربما انت أقوى من الرجال
عبدلي فتيحة