غيثُ الحُسن
بقلم الشاعر محمد أحمد الديم
من سحرِ عينيكِ غيثُ الحُسنِ قد هطلا
فعَبَّ مِنهُ شغافُ القلبِ واغتسلا
بعد الجفاف الذى أضنى حُشاشتَهُ
يهنا بمُزنِ السّنا شربًا ومُغتسلا
يهمي رحيقًا على أفنانِ مُهجتهِ
لكنّهِ إن جرى في ثغرهِ عسلا
لم يروهِ رغم أنّ السعدَ يغمرهُ
كلا ولم ينطفِئْ شوقٌ كواهُ ولا
أميرةَ الحُسنِ ماذا أنتِ قائلةٌ
إذا علمتي بقلبي الحسنُ ما فعلا ؟
هيّا اخبريني فإنّي مُنصِتٌ ولذا
ترقّبُ الرّدِّ أحمى القلبَ فاشتعلا!
لعلّ في الردّ تخميدٌ للوعتهِ
فلوعةُ الشوقِ تكوي الرّوحَ والمقلا
لا تجبريهِ على تأنيبِ خافِقهِ
أو أن يقولَ بحُزنٍ : ليت ما سألا !
إجابةُ الصّبّ أنستهُ متاعبَهُ
وتعكس اليأسَ في إحساسهِ أملا !
يا نجمةً في سماءِ الودِّ ساطعةً
البدرُ يغضي إذا حاذيتهِ خجلا
لكلِّ نجمٍ مَغِيبٌ في مجرتنا
لكنّ نورَكِ في الوجدانِ ما أفلا
***
محمد أحمد الدِّيَم