هشاشة الماضي
بقلم الشاعر عيسى حموتي
يا من تمجد الماضي
تعتقد مقدسا كل ما له انتمى
كيف ترضى ان تسوس الأحرار أضرحة العملاء
*
كيف لقاطن الضريح ان يجتهد
كيف له أن يخبر الحياة ويكتسب التجربة
والسلاح نصل حاف صدئ به يعذب أدمغة الحكماء
*
كيف تلعن الحاضر،
من سيئ إلى أسوأ يمضي حسب ما ترى
وهو ذو رحم خصب، في اعتقادك كل أهله سفهاء
*
لا ترضى بمنجزاته
تنكر جدواها، تجد في الافتراء
تسلط سيوف الماضي على رقاب انصاره الشرفاء
*
بالخسوف ابتليت كل قمر طلع
أطفأت نور كل من نجمه سطع
وأدت التغيير، سخرت له فأس الجهل ورفش البلداء
*
هل قدم الحاضر الصيف وأخر الشتاء
هل قلص من مدة الليل وأطال عمر الضحى
لا وألف لا ما تغير الزمان عند أهل النهى،الفضلاء
*
عقارب الساعة ظلت على العهد.
ان فقدت تكتكة فهي تشتغل في الصمت
الشهر شهر والحول حول والتمويه شيمة السفهاء
*
وأحوال الطبيعة ظلت على احوالها
لن ترى يوما البحار تلتهم أسماكها
و إن أصبح على صدورهم يتبول انصاف الفقهاء
*
ولن ترى الأنهار تشرب ماءها
ولا الزهور تبخس الناس عطرها
وإن على صحو ضمائرهم داس أشباه العلماء
*
ما لم يتزين بجوهره المحار
وما لم يسبق الليل النهار
سيبقى الماضي خلقا، الحاضر سيدا يضحي بالشهداء
**
عيسى حموتي