أهازيجُ الفَرَح 60
عنبرُ الشّوق
بقلم الدكتور بسام سعيد
أهواها فوق الخلائقِ كُلِّها
أهيمُ في مُحيّاها البدرِ
كُلّما هَبَّت نسائمُها المُعطّرَةِ
بعودِ الشّمالِ وندِّ الجنوبِ
وعنبرِ الشّرقِ
ومسكِ الغروبِ
***
أنا الّذي أسكنُ سُلافةَ كرمَتِها
دِماءَها الجارياتِ
في العروقِ
أُقيمُ بينَ أضلُعِها مع خفقِ الفؤادِ
ونبضِ الوتينِ
لأنّها العُمرُ الهنيُّ
الحياةُ البهيّةُ بنورِها الكونيِّ
لأنّها الجهاتُ الستُّ
قمرُ المساءِ بدرُ الدُّجى
إطلالةُ الفجرِ النّديِّ
في صيفِ الهوى
***
لأنّها قنديلُ السّماءِ
يهدي الحيارى سواء السّبيلِ
في دروبِ العشقِ السّخيِّ
بالجودِ والعطاء
***
يغلبُني الشّوقُ
إلى عتباتِها المُبارَكةِ
يُشاغِلُني الحنينُ
إلى طيبِ أفيائها الوارفاتِ
في الفصولِ الأربعةِ
يُنازِعُني الودادُ
إلى أسوارِها عالية المَقامِ
تهزّني رياحُ الوصال المُعتّقَةِ
بعبيرِ البنَفسجِ
وعبَقِ الياسمينِ الآراميِّ
وشذا نسرين كنعان
وطيبِ شقائقِ أدونيس أفروديت الشّهيد
يا توأم الكونِ
حفيدة الزّمان الأوّلِ والأخير
إشراقةُ شمسِ الصّباحِ المُرسَلة
إلى حنايا السّمواتِ العُلا
والأرضِ المُبارَكةِ
باسمِ الحبيبِ
***
يا طَلَّ النّدى على وجناتِ الورودِ
والحبقِ
والرّياحين مختلفة الألوانِ
زهو الحروفِ النّاثراتِ عبيرها الكونيِّ
زينةُ القصيدةِ العصماءِ
عروس المدائنِ
آية الخلقِ المُبين
د. بسّام سعيد