يا أنت ايتها السمراء
بقلم الشاعر إدريس العمراني
إن قسا الدهر فقسوتك يا معذبتي أعظم
و إن بكى القلب فمنك الداء و الأسقام
بين ظلمة الليل وشمع الهجر أراني متيم
أتجرع كؤوس الصبابة و أنت بها أعلم
أصابتني في هواك جراح و أسقام
سيوف شقت الفؤاد و لا زلت منها أتعلم
في القلب شغف لا يحكيه حبر و لا أ قلام
و حنين لم يذقه قبلي متيم و لا مستهام
غاب فجري و الضوء في بعدك صار ظلام
قاتلتي في الهوى لا سبب أراه و لا خصام
يبعدني عنك سوى حب ساقته لنا الأيام
لا الطريق إليك سهل و لا ود أراه ولا انسجام
منك أصابني ضر لا طبيب يداويه ولا منجم
أكتمه بداخلي غصبا فيزداد الضر و الألم
كمجنون يباغنثني طيفك أحيانا و أبتسم
وأحيانا يزورني يأس على وقعه أصطدم
ما بال أيامي تلاشت لم أجن منها أحلام
تجمعني على حضنك أغفو لحظة و أنام
ما يحمله قلبي لك يعجز عن نثره القلم
إن كتبت فمداد حبري جرح يغطيه دم
إن كنت لا تعلمي ان ظلم الحبيب محرم
فتلك مصيبة و ذنبها لا شك كبير و أعظم
لو كنت أعلم حر الهوى و ما تخفيه الأيام
ما ركبت سفينته و لا مزقتني منك سهام
لكن العيون تسبق القلب إن عشقت
و تجر القلب لبحر حظ النجاة فيه معدم
ادريس العمراني