بقلم الشاعر أسامةالحكيم
وقف الأسد في العرين
حائرا ثائرا لا يلين
بداخله صوت ألم و أنين
يكتمه بأعماقه كي لا يبين
فيتهمه الرعية بالخوف المبين
فنادى عليه الذئب : مولاي
يا عزي و جاهي و كل هناي
ماذا بك يا شمس علاي ؟
أأعزف لك على الناي؟
إني أراك يا سيدي مهموما
هل أكلت طعاما مسموما ؟
أم أصبحت من الإنجاب محروما ؟
أريد أن أراك يا سيدي مسرورا
و الأسد بكلامه لم يعبأ
و عجب منه إذ تجرأ
و حاول الأسد أن يهدأ
و بضآلة الذئب أمامه يهزأ
و سمع الأسد الصوت الشديد
يأتيه و صداه من بعيد
فارتج جسده و هو الصنديد
لمن هذا الصوت بالتحديد ؟
فلاحظ عليه الثعلب المكار
و أخذ يقلب فيه الأنظار
و جلس يفكر و هو محتار
أيخشى الأسد الصوت الجبار
أهذا الأسد سيد الأخيار ؟
من صوت يضطرب و ينهار
هذا صوت ثور يسمى الخوار
فأسرع لصاحب الصوت
و قال : في صوتك يا ثور الموت
الأسد يرتجف من الصوت
اسمع ستصبح سيد الغابة
و ينتهي عصرنا عصر الكآبة
و ستعيد لنا الحرية بلا رقابة
و يزول حكم الأسود الغلّابة
ففكر الثور في الكلام
و سرح في عالم الأحلام
و أنارت له الدنيا بعد الظلام
و تخيل نفسه ملكا له خُدام
و لكن أخبر الأسدَ الغرابُ
بما سيحل عليه من خراب
و بما مكر به الثعلب الهيّاب
ففكر الزعيم ثم أجاب
سيُقتل اليوم الثعلب
و سأدخل المعركة و أغلب
و أظهر للكل هذا المقلب
و لرأس الثور سأطلب
و خرج الأسد من العرين
و أخذ الأصحاب المقربين
و نادى على الثعلب بحنين
فأقبل عليه في ثوب المحبين
فوخزه الأسد بالسكين
فأصبح في دمائه من الغارقين
و بحث عن الثور في كل مكان
فما عثر عليه سيد الشجعان
و قيل له : اختبأ في جحر ثعبان
يقلم /// أسامة الحكيم – مصر