بقلم الشاعر محمد أبو رزق
حرقة الإنتظار
هذا المساء
وكسابقه من المساءات
أتوسّم رائحة عطرك
أن تسبقك إلي
أتعشّم طيفك
أن يطلّ علي
أتوكأ على عكازة إنتظاري
بشوق ولهفة وأنا أترقبك
يتقمصني الليل وأنا أنتظرك
أعانق النسيم القادم من جهتك
أحاول إيقاف الوقت كي لا يمر
أوزع أجزائي على الطرقات
وأرخي السمع جيدا
علني أسمع وقع حذائك على الرصيف
وأنفاسك تسابق الطريق
يفترسني القلق وأنا أراوغ الوقت
أتضرع إلى قلبي أن يهدأ قليلا
أتوسل إلى أفكاري
أن تعطيني بعض الراحة
فما زال في الوقت بقية
غير أن ضوء السحر يكذبني
ويطلع نور الفجر مخيّبا
وإذا المساء كفارطه كاذبا
وتعوم روحي في الفراغ
كما المساءات السابقة
وتزداد مسافة الشوق اتساعا
ويغدو الانتظار مرعبا وشاسعا
ويكبر السؤال الحارق
أي مساء سيأتي بك
أي ليلة سيشرق بك الحظ
ليطلع قمرك على مرابعي
أي يد حانية منك
تمتد لتمسح مدامعي
أم أنني سأظل في حالة استنفار
وستظل أنت حرقة هذا الإنتظار
محمد أبورزق