السجال الثنائي بين الشاعرين محمد درويش و فداء حنا
نتمنى ان ينال إعجابكم:
محمد :
لو لم أراكِ لظللت حرفا
يبحث عن مأوى بين السطور
لظللت طيرا في سرب الأماني
لأرضٍ تحتضن خبايا الصدور
لو لم أراكِ لكنت خريفا
يقتل الأوراق و يعصف بالزهور
لو لم أراكِ لكنت كالأشجار
لم يبق منها سوى الجذور
حتى رأيتكِ ولد الربيع
وأشتاق المطر بيننا بالعبور
أ تتذكرين قلبي حين رأيتكِ !!
ودقاته تغرد مثل العصفور
أ تتذكرين لهفتي إلى العناق
وكل منا صار بنفس الشعور
كنت لا أفقه مناهج العشق
و رأيت في عينيكِ تاريخ العصور
كنت أكتب إليكِ دون أن أعلم
أن حروفي تشبهكِ و أمدحكِ بغرور
فداء:
أنا لطيفك كنت بالانتظار
ولهيام الحروف أغزل نور ونار
سرب الأماني طلّ علينا
لا تكتم الهوى فالبوح خيار
قلب الأرض سينبض حباً
وتنبت الجذور براعم الأزهار
عند اللقاء سيكون خريفنا ربيع
وفي ربيعنا الهمس غدا تذكار
بنينا أبراجا من الأماني
أمطرت قلوبنا عليها نوّار وغار
عند اللقاء غرّدت بصمت قلوبنا
وهمست بأجمل كلمات الأسرار
عناق أطيافنا وسط الدجى
أعلن للقصيدة عنوان الفخار
سطّر القوافي وصنعها بامتهان
وأكتب للعشاق تمائم السحّار
ووثقها لعصورٍ تتناقلها الأجيال
فلا شبيه لحرفك الساحر الغرّار