عهود الفراق
بقلم الشاعرة فتيحة أشبوق
أزعِجني كما تشاء
و اصرخ في ظلي
كما تشاء
علمني
شتتني
و لا تنس بعدها أن ترمرمني..
كما تشاءُ اصنعني
و ارْوِ عني قصصا
للرجال والنساء
أُنقُش على كفوفي
وقدمي طُهر الحناء
و أطعمني
كالحمامة
حبوب القمح
واجعل لي من معصمك
نبع ماء
مسِّد جدائلي
واطلقها كي
تسافر في فسيح الفضاء
راقصني في ليلةٍ حتى الاغماء
حافيةَ القدمين
بلا جراب أو حذاء
ففي كل الحالات
أنت روحي
و لا تنس أن تُسمعني
يا روحي
في الصباح والمساء
ترانيم الحب
و تراتيل العشق
و عهود الوصل
قبل الفراق
لا تنس
ما رسمناه بالامس على لحاف الاشجار
من مواثيقَ
و قلوب تخرقها السهام
قد خرقت الحب اليوم
و محت الرسم أمطارُ السماء
لا تنس ما أسمعتَنِيه حين التقينا ذات مرة
على ضفاف شاطئ المدينة
و كتبتَ على مائِه كلماتكَ الرزينة
و أطلقت حينها
وعدَ البقاء
أيناك اليوم وقد غيّب الدهر رسمكَ
و تلاشت الحروف المسطورة على وجه الماء
كما تلاشت الكلمات عبثا
في ظل ريحٍ حملتها للفناء
أيناك..أسمعني منك الآه
أو أخبرني أني أنا المجنونة الحمقاء
التي ما صدقتْ بالوصل
فباغتها الرحيل
ظلت تناشد البقاء
لِظلٍّ ذهب رسمه
و لم يبق منه
إلا ذكرى شتاء..!
_ الاستاذة :فتيحة اشبوق_