الأربعاء، 25 أغسطس 2021

Hiamemaloha

الشقة رقم 4 للشاعر جمال عتو

 الشقة رقم 4

جمال عتو 


لا شيء يغريني في وجه نجيب محفوظ سوى شامته الكبيرة ، انها تروي احدى مفردات أدب الحارات القديمة .

كل ديكتاتوري شهدته كراسي الحكم كتب مذكرات بأسلوب مذهل ، فالأدب عصي على الذوبان أمام هيبة العروش .

وددت التأمل جيدا في قسمات وجه فريجينيا وولف قبل دخولها النهر لتخلص نفسها من عذاب الحبيب ، قالوا عنها أنها كانت تبتسم .

خاطب تشي معدمه قبل إطلاق الرصاص : " لا ترتبك ، وصوب رشاشك جيدا " ، كان تشي يقتل معدمه ببطء .

أحب أن أغتسل وأتعطر قبل سماع شعر الحياة والأرض لدرويش .

أبيات نزار تنقلني بسرعة الضوء الى شغب الحب .

كم أعشق الوقوف على ركح المسرح ، أنظر في عيون المشاهدين صامتا ، فلكل نزيل مسرحية بأربعين فصلا .

مرة تلوت أشعاري على الجمهور فلم يعبئ بها أحد ، سلمتها لشاعر مرموق ، تلاها بعد حين ، قامت الدنيا تصفيقا ولم تقعد .

سألت يوما حكواتيا بساحة جامع الفنا عن العولمة فقال انها غول يأتي على الذاكرة .

كانت جدتي تغريني بالبساسيط لأقوم أمامها بدور ساعي البريد ، كم هو مشين القيام بدور بدون مقابل .

يروقني الانصات الى ناي أرغونر وأنا أنظر الى الأعلى ، فالناي مرسل حتما من السماء .

قال شكسبير يوما أن في عصره حمقى يقودون عميانا ، انقلبت الآية يا وليام في عصرنا ، يمكننا قراءة عبارتك معكوسة بكل ثقة .

كأني بالذي يرصع أبياته الشعرية بالنفيس من اللغة ينشد ملكا ضائعا .

مرة تلوت على والدتي مقتطفا مما كتبت ، سألتني وهي تداعب فروة رأسي : هل أنت الذي كتبت ؟ ، أجبتها وأنا أزدرد خبزا مغمسا في الزيت المحلى : لا يا أمي ، الذي كتب هو الطفل الذي لم يكبر في .

وددت ارسال أحلامي للاستجمام قليلا ، فقد تعبت من عذاب الانتظار .

قصتي مع قهوة المساء موغلة في زمن العشق المتمرد .

سألني معلمي ذات يوم عن ما ينبغي أن أكون عليه في المستقبل فأجبته : أحب أن أكون أنت ، قطب شاربه الكث وأهداني قطعة شكولاطة ، سأل صديقي حمو فأجاب : أحب أن أكون رجل اطفاء ، قهقه المعلم في انتشاء وأهداه قطعتين .

قال الملك الراحل ، لو لم أكن ملكا لوددت أن أكون مؤرخا ، كان يود أن يكون مؤرخا ليكتب ما يريد كما حكم كيف أراد.

لا شيء يحببنا في الحياة سوى خوفنا من الرحيل .

الحياة قصيدة جميلة ، غانية ، غجرية ، متهتكة ، بائعة هوى ، لا تؤمن بالحب .

عندما سأشرع في الاحتضار وأترجل عن دنياكم سأكون حتما سعيدا ، ففي الضفة الأخرى هناك حبيب ينتظرني على أحر من الحب .

لا تنسوا وصيتي أصدقائي بأن تدفنوا معي كل ما كتبه يراعي ، " سأخبر الله بكل شيء " .

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :