الشقة رقم 4
جمال عتو
لا شيء يغريني في وجه نجيب محفوظ سوى شامته الكبيرة ، انها تروي احدى مفردات أدب الحارات القديمة .
كل ديكتاتوري شهدته كراسي الحكم كتب مذكرات بأسلوب مذهل ، فالأدب عصي على الذوبان أمام هيبة العروش .
وددت التأمل جيدا في قسمات وجه فريجينيا وولف قبل دخولها النهر لتخلص نفسها من عذاب الحبيب ، قالوا عنها أنها كانت تبتسم .
خاطب تشي معدمه قبل إطلاق الرصاص : " لا ترتبك ، وصوب رشاشك جيدا " ، كان تشي يقتل معدمه ببطء .
أحب أن أغتسل وأتعطر قبل سماع شعر الحياة والأرض لدرويش .
أبيات نزار تنقلني بسرعة الضوء الى شغب الحب .
كم أعشق الوقوف على ركح المسرح ، أنظر في عيون المشاهدين صامتا ، فلكل نزيل مسرحية بأربعين فصلا .
مرة تلوت أشعاري على الجمهور فلم يعبئ بها أحد ، سلمتها لشاعر مرموق ، تلاها بعد حين ، قامت الدنيا تصفيقا ولم تقعد .
سألت يوما حكواتيا بساحة جامع الفنا عن العولمة فقال انها غول يأتي على الذاكرة .
كانت جدتي تغريني بالبساسيط لأقوم أمامها بدور ساعي البريد ، كم هو مشين القيام بدور بدون مقابل .
يروقني الانصات الى ناي أرغونر وأنا أنظر الى الأعلى ، فالناي مرسل حتما من السماء .
قال شكسبير يوما أن في عصره حمقى يقودون عميانا ، انقلبت الآية يا وليام في عصرنا ، يمكننا قراءة عبارتك معكوسة بكل ثقة .
كأني بالذي يرصع أبياته الشعرية بالنفيس من اللغة ينشد ملكا ضائعا .
مرة تلوت على والدتي مقتطفا مما كتبت ، سألتني وهي تداعب فروة رأسي : هل أنت الذي كتبت ؟ ، أجبتها وأنا أزدرد خبزا مغمسا في الزيت المحلى : لا يا أمي ، الذي كتب هو الطفل الذي لم يكبر في .
وددت ارسال أحلامي للاستجمام قليلا ، فقد تعبت من عذاب الانتظار .
قصتي مع قهوة المساء موغلة في زمن العشق المتمرد .
سألني معلمي ذات يوم عن ما ينبغي أن أكون عليه في المستقبل فأجبته : أحب أن أكون أنت ، قطب شاربه الكث وأهداني قطعة شكولاطة ، سأل صديقي حمو فأجاب : أحب أن أكون رجل اطفاء ، قهقه المعلم في انتشاء وأهداه قطعتين .
قال الملك الراحل ، لو لم أكن ملكا لوددت أن أكون مؤرخا ، كان يود أن يكون مؤرخا ليكتب ما يريد كما حكم كيف أراد.
لا شيء يحببنا في الحياة سوى خوفنا من الرحيل .
الحياة قصيدة جميلة ، غانية ، غجرية ، متهتكة ، بائعة هوى ، لا تؤمن بالحب .
عندما سأشرع في الاحتضار وأترجل عن دنياكم سأكون حتما سعيدا ، ففي الضفة الأخرى هناك حبيب ينتظرني على أحر من الحب .
لا تنسوا وصيتي أصدقائي بأن تدفنوا معي كل ما كتبه يراعي ، " سأخبر الله بكل شيء " .