طال صبري
بقلم الشاعر محمد العويني
صبرت يا فؤادي و صبري طال
أخبرني أما زلت تنتظر الوصال
فالشوق يتدفق في صدري
كأنه موج أو شلال
و أنا أشد وثاق الصبر بالحبال
أسهر كل ليلة أنا و النجوم
أناجي القمر ونخوض سجال
و أنظم في حبك ما يجود به الخيال
رسمتك في القلب شمعة
تضيء دربي
وحرصت على
أن لا تذيبها الأقدار
رعيتها في البرد وفي الحر
وعند الأسحار
فذابت شمعتي من طول الانتظار
ومن بين كل الشموع
أصاب نورك الفؤاد
فهواك قلبي وهام
هل اقتلعه من ضلوعي
حتى ابتعد عن أقدارك
أسهر كل ليلة
أنا والعذاب
و الأشواق
والسهاد
أناجي النجوم
وأسألها عن أخبارك
حتى ذابت شموع القلب
مكتوية بنارك
وأوتاره تعزف شجنا
باحثة عن مفاتيح أسرارك
كسا شعري الشيب
وذهب الشباب
سار بي قطار العمر
وفي كل محطة
لا أجد أثرا للأحباب
ظهرت تجاعيد الوجه
وكل خط منها
يروي قصة عذاب
عنوانها أنا والصبر
صرنا أحبابا
ذاب قلبي شوقا ينتظر
متى يفوز ببسمة من ثغرك
أو يصله شعاع من نور البدر
حتى مر قطار العمر
رويدا... رويدا
بين قارئات الفنجان
ومحاولة النسيان
متجها نحو الكبر
وأنا أداري الآلام
وأتلذذ مرارة الصبر
و قسوة الأيام
محمد العويني