*/// عَنِ الحبِّ الأوَّلِ ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أرتدي كُهُولَتِي وأَنْدَسُّ تحتَ دِفْءِ الذِّكرياتِ
لا أُقاطِعُ وميضَ الطفولةِ
لا أُبعثِرُ أماكنَ شَغَبي وَلَهْوِي
أقِفُ بَعِيداً وَوَحِيدَاً
أرْقُبُ فَرحي وَجُنوني
عَرَفْتُ الحُبَّ مُنذُ أوَّلِ تَنهِيْدَةٍ
وَأوَّلِ حَرفٍ تَلَعثَمْتُ في قَولِهِ
والقُبْلةُ كانتْ ناراً أحرقَتْ شَغَفِي
دَاعبْتُ بَراعِمَ الهمسَةِ
لَمسْتُ آهَةَ الغَيمَةِ
هَصَرْتُ طَرَاوةَ النَّغمةِ
وَسَافَرْتُ في حَنايا البَوحِ
أبحَرتُ بِخُلْجانِ العُذوبُةِ
وَحَلَّقْتُ فوقَ هِضابِ الأنينِ
مَشَّطْتُ الضِّحكَةَ
لَثَمْتُ النَّبْضَ
افترشْتُ البسْمَةَ
لعقْتُ الصَّوتَ
أكلْتُ الظِّلَّ
حَمَلتُ الرّائحةَ
صَعَدْتُ السَّحابَ
عَاركْتُ الشَّهْوَةَ
نِمتُ على زُنودِ النَّدَى
وعلى حَيطانِ دَمِي
نَقَشْتُ أوَّلَ قصيدةٍ
أخَذْتُ كلِماتِي مِنْ أَورِدةِ رُوحِي
أخَذْتُ هَمَساتِي من نَوافِذِ بَرَاكينِي
كَابَدْتُ مَشَقَّةَ المَوتِ
حِينَ الفُراقُ حَالَ بَينَنَا
وَبَقَيتْ بِلا عُمُرٍ
أَحُثُّ الجَمْرَ على انتِظارِي .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول