----تسبيح الأفلاك---
بقلم الشاعر عزاوي مصطفى
الْأَرْضُ شَاسِعَةٌ تُرَحِّبُ بِالضُّيُوف
كَانَ الْإِنْسَانُ بِهَا يَجْرِي وَيَنْتَقِل
وَيَتْرُك بِالْآثَارِ رَسْماً مِنَ الْحُرُوف
يَعِيشُ هُنَا حَوْلًا وَهُنَا جِيلًا
يَمْرَحُ يُطَوِّعُ الظُّرُوف
يُخَلِّدُ مُرُورَهُ بِالْفِعْلِ وَبِالْقَوْل
تَارَةً يَظْلِمُ
وَأُخْرَى يُسْدِي الْمَعْرُوف
وَالْيَوْمَ نَقْبَعُ بِالْبَيْتِ الصَّغِير
نَفْسُ الْحِيطَانِ نَفْسُ الْجِيرَان
نَفْس الأثَاثِ المَرْفوف
وَإِنْ ضَجرْنا غادَرْناهُ لِنَعودَ عَلَى عَجَل
وَنُقِيمُ ثَانِيَةً أمَامَ الْخَبَّازِ الصُّفُوف
قُطْرُ حِراكِنا صَغِيرٌ
نَهَابُ الْخُرُوجَ عَنِ الْمَأْلُوف
نَخْشَى الرِّيحَ والعاصِفَة
كُسُوفَ الشَّمْسِ وَالْخُسُوف
أَهْدافُنا مقَزَّمَةٌ تَرْتَدُّ عَلَى أَعْقابِها
لَكَمْ خَنَقْنا مِنْهَا الْأُلُوف
لاتَسَلْ
لِمَ الْأَمَل
يَكْفِيكَ مِنَ الدَّهْرِ الصُّروف
كَالنَّمْلِ نَجِدُّ لِنَدَّخِر
أَتْعَبَتْ حِساباتِنا الضَّرُورِيَّاتُ
والكَماليَّاتُ والمَصْروف
وَنَخْرُجُ مِنْ زِقاقِنا كَمَا وُلِدْنَا فِيه
مَا تَغَيَّرَ فِينَا إِلَّا الشَّعْرَ شَابَ
وجِسْمًا يَضْمَحِلُّ مَلْهُوف
رُقْعَةُ بَيْتِنَا حَفَّظْناها بِأَسْمائِنا
سَيَسْكُنُ نَفْسَ الرُّقْعَةِ الْخُلُوف
الْكَوَاكِبُ تُسَبِّحُ وَالْأَرْضُ تَدُور
وَنَثْبُتُ فِي نَفْسِ الْمَكَان
وَالْأَرْضُ حُبْلَى بِالكُهوف
دَوِّنْ إِحْدِاثِياتي فَأَنَا قَارٌ
كَمْ وَدِدْتُ التَّسْبِيح
كَالأَفلاكِ بِالْمَعْرُوف
عزاوي مصطفى