خاطرة المركز الأول
بقلم الشاعرة عائدة العبدو
ندم عاشق
عندما يأتي ليلي أغوص في جدول الذكريات
المنساب على صدر الشوق والحنين
كالندى المتراكم على أوراق الخريف
أقتبس الابتسامة من صفحات الود
الهارب من الأماسي الرقيقة
وأنا في ثورة موج الرحيل
يراعي يدون أحداث صمت الوداع
أجادل حاضري اليتيم بالتشبث بالأحلام
يسدلني القمر بالضياء ويمكث بقربي
في حجرة مربعة محاطة بالقضبان
يتسلل نور من بين شقوق نوافذ الوهم
وينبثق الأمل الغائب منذ حجوب صور المحيا الباسم
عن العينين الغائرتين في وحل ظلم النهايات
عن يوميات روح مسلوبة مقسومة بفأس الفراق
مجردة من الغوث والرجاء
وحولي على منصة الصمت تلمع مقل كالدر
وتهوي القطرات من عالي سماء الانتظار
في أحضان وسادة السراب
وأنا في غمرة الغرق والتوهان في مشاهد التمنى العنيد
تسيل دمعة الخواطر على صندوق عتيق
خبأت فيه دفاتر الهمسات والقبل
أسمع صدى طرقات الأنباض ثمة عاشق نادم
يحمل على كتفه حقيبة الاعتذار
وعلى كفه ارتسمت تجاعيد وخطوط الرحيل
وآثار أشواق الاغتراب مطبوع على الخدين
ألمس جروح الأشواك على السواعد
من أثر قطاف الورد في مدة الغرام المقاوم للمسافات
يلج حجرتي كأنما الليل يعلن الانسحاب
ليفسح مساحة شروق جديد للصبح وللغرود
على أغصان شجرة العشق العارية من ملامح القطاف
أرمي كل الأحزان في لوحة
وداع الشمس للبحر لحظة الغروب
وأشبك سلاسل الوداد المتناثرة
في صحراء الحزن بأعواد الياسمين
أعانق النراجس والشقائق
اليانعة على أرصفة الضحكات
وأزين طاولة الصفح والسماح بشموع جديدة
لم تتشتعل بنار الغياب
عالجت جراحي بملح دمع العيون
وقبلت ندامة العاشق الآتي من زمن الذكريات
دنوت من قصر الغرام البعيد عن عتمة الجفاء
المرسل من القدر السالب للأحلام
وهيأت طقوس الماضي الآسر
علني أستعيد الهمس الضائع في أطراف قرى الهجر
وقصائدي المشطوبة بقلم الخريف
الساقطة في أرض النسيان
وأيقنت عوده والندم قنديل الحاضر
الخالد في أذهان عشق الأبد
عائدة العبدو / سورية