مجاراة شعريّة بين الشّاعرين:
الدّكتور بسّام سعيد
والشّاعرة الأستاذة هيام الملّوحي
بعنوان:( الكلمةُ الطّيّبة)
الشّاعر الدّكتور بسّام سعيد
الكلمة
مكتوبٌ في سفر الضّوء
ليست كلُّ الكلمات واحدةً
منها ما يرسخُ في الأرضِ البتولِ
فتورقُ أوراقَ الشَّجرِ
وتزهرُ الأغصانُ الوارفةُ بالحبِّ
وتؤتي الثّمر
ومنها عابراتُ سبيلٍ كسحابةِ صيف
منها ما يستقرُّ في القلوبِ الخافقةِ
باسم الحبيب
ويسبِّحُ تسابيحَ الوصالِ
والهيامِ الأبديِّ
بسيِّدةِ الورود والسَّنابلِ
ومنها ما يعلو مع إطلالةِ الفجرِ النّديّةِ
يصدحُ باسم الحبيبِ الأعلى
اللهُ أكبرُ حيَّ على الصّلاة
حيَّ على الفلاحِ
منها ما يستوطنُ الهواءَ العليلَ
وظلَّ غيمةٍ مسافرةٍ للحمى
ومنها ما تحملُهُ نسائمُ الشّمال
القادمة لتوأمها بنفسجِ الجنوبِ
المترعِ بطلِّ النّدى
من الكلماتِ ما يُفرِحُ قمرَ اللّيلِ
والثّريا وشمسَ الشّروقِ
وضحى النّهار
ومنها ما يسوءُ البلابلَ واليمامَ
وأمواجَ البحرِ الوادعةِ بالشّوقِ
والحنين والدِّفءِ
في صباحات الودِّ المباركة
مكتوبٌ في عهدنا الجديد :
في البّدءِ كان الكلمة
****
الشّاعرة الأستاذة هيام الملّوحي
الكلمةُ الطّيبة
مكتوبٌ في الصّحائِفِ العتيقةِ
ليس كلُّ الكلماتِ سواء..
منها دررٌ وجواهرٌ وألماسٌ
ثمرةٌ طيّبةٌ على الأغصانِ
تعطي الطّيْبَ وتبهرُ الأبصارَ بحُسنِها
تؤتي أُكُلَها كُلَّ حين
كلمةٌ تُزهِرُ في القلوبِ
لأنَّها النّورُ المُبينُ
والنّقاءُ والبقاءْ
ومنها جمرات تصبِحُ رماداً
تحرقُ حيثُ تُلقى
لا تتركُ أثراً
تتلاشى كزبدِ البحرِ
تتساقط على أرصفة الضّياع
لم تترك بصمةً
ولا صدقاً يُعوَّلُ عليه
الكلمةُ مفتاحُ القلوب
ربيعُ العمرِ يلوحُ
شمعةً
منها يبدأ المقالُ
قصيدة مخلّدة هي سحرٌ وشذى ريحان
مباركة في كلّ الأوقات
صباحاَ ومساءً
عبر السّنين والأزمان