همسات على أوراق الخريف
بقلم الشاعرة وفاء العنزي
لم يكن الربيع صديقي يوما،فهو طري العود
ولا الصيف رفيقي،لأنه شديد الغرور
ولا حتى الشتاء،لأنه مريع ومخيف
فالخريف وحده ......هو الذي يبهرني ويشبهني
فهو وسيم ورقيق.....تتجدد فيه الروح والحياة
فلا أفضل من ذهب أوراقه
ولا ألطف من نسيم هوائه
ولا أرق من لهجة دقاته
ولا ثراء من اختلاف ألوانه
فكل مايحدث فيه يحمل الرأفة والرقة، الطهارة والحلال،الحب والأمل،الموت والحياة
فهو يبقى سيد الفصول،بعض من صحو الربيع
وبعض من حر الصيف،وبعض من برد الشتاء
يصطادني التعب والهلاك مرارا مابين ركوب الأمواج....والغوص.....وحتى الغرق.....والمناجاة
فأنا كأوراق الخريف أصفر.....أتكسر.....أسقط....أبرد
ومع كل هذا لا يمر عام دون أن أحمل ازهار الربيع وتنسل الشمس لتزرع الأمل وتحصد الخير والحب وتنشر السعادة في كل الأرجاء
هو الخريف.....أنتظره كل سنة بفارغ الصبر
تشوبه مسحة حزن.....ولمسة أمل.....وهمسة أوراق
هو الخريف......موسم أنفض همومي وأسقط ألامي وتذهب أحزاني
وكم من سقوط ناعم لا يحدث ضجيجا
وكم من رحيل لم يرفق به القدر
وكم من خريف وضب رياحه ليسقط أحبة بصمت
هو الخريف.....فبعضهم يسقط في أوله....
ومنهم من يبقى مرتبطا بأصله
وما بين الحين والآخر نحتاج أن نكون مثل الخريف ندع كل ما يؤلمنا يتساقط من داخلنا وننفض همومنا وكل من يتعبنا من البشر....
فالناس معادن تصدأ بالملل وتتمدد بالأمل وتنكمش بالألم
فلنفسح المجال لربيع أجمل وأحسن وأزهر وأبهر وأفضل وأصدق وأوفى وأنقى وأرقى .....
هو الخريف.....ويبدأ فصل جديد من فصول حياتي
فالورقة التي لا تسقط في فصل الخريف
خائنة في أعين أخواتها
وفية في عين الشجرة
متمردة في عيون الفصول
فيا ترى اي نوع من الأوراق أنتم
اما عني فأنا المشاكسة في عيون كل الفصول
هو الخريف ......يخلع الشجر ثوبه كما اخلع ثياب الشجن فمرحى بالخريف......
مودتي ومحبتي وفاء العنزي