حنيني إليك
بقلم الشاعرة رفيعة الخزناجي
هل أخبروك
أن الشوق
مزق كياني
بعثر أجزائي
هتك ستر داخلي
قل لي بربك
هل أخبروك
عن وجعي وألمي
عن دموع عيني
عن سهري وسهدي
هل أخبروك
هل وصلتك رسائلي
مع الطيور المهاجرة
لعلها أخبرتك عن
النيران العاتية
التي احتلت فؤادي
وأردته فرنا حاميا
هل أخبرتك
الطيور
عن حلمي المجنون
بأن تحملهم
بعض أنفاسك
وقليلا من عطرك الماسي
وبعض بعض إحساسك
ربما تهدأ من روعي
وتسكن وجعي
وتبعث في الروح
مرة ثانية ومن جديد
هل أخبروك
أنني وفي كل ليلة
أرسل لك مع
الشطآن الفاصلة بيننا
تلك المسافات الظالمة
قصائدي المترعة بالدموع
والمحشوة شوقا واشتياق
ولهيب نفسي وروحي
لتقرأها عيناك بكل حب
وتنعم معها وتسعد
هل أخبروك
أنني لست نادمة
وما ندمتُ ولن أندم يوما
على حروف كتبتها لك
أوراق كراساتي ودفاتري
ولا تلك التي على كتبي
وقصصي وحتى مناديلي
ولا تلك التي رصفتها بعناية
ذات يوم على ورق الورد
أو لحاء شجرة معمّرة
شامخة كنصب
الجندي المجهول
وسط ساحة الشهداء
هل أخبروك
أنني لستُ نادمة أبدا
على كل كلمة خطتها يدي لك
وأرسلها قلبي بكل حب
وسأغفر كل خطاياك
وكل هفواتك غير المُتعمدة
التي بللت وجهي
وأبكت قلبي
هل أخبروك
أن نبضك مثل أول نفس
يتغلغل بالروح
وأن رؤيتك لي حياة أخرى
وأن وجودك بحياتي
كقطرات الغيث
للأرض العطشى
التي نسي سكانها
أن يقيموا لها
صلاة استسقاء
رفيعة الخزناجي
تونس
#هلوساتي