---الخيول السوابح---
بقلم الشاعر عزاوي مصطفى
ظَنَنْتُ أَنِّي فِي الْمَعَارِكِ فَارِسٌ
وَالْخَيْلُ فِي عِزِّ النَّهَارِ سَوابِحُ
فَوَجَدْتُ أنِّي وَالْخُيُولُ سَواسِيا
والرَّهْنُ يُعْقَدُ إنْ جَوَادِيَ رَابِحُ
والنَّفْسُ تَرَمُقُ فِي العِلِيِّ مَكَانَهَا
والجَهْلُ مِنْ فَرْطِ الوَضاعَةِ سارِحُ
إِنَّ السُّيُولَ إذَا اعْتَلَتْ أَمْصارَنا
فَمَانَفْعُ عِلْمٍ لِلظَّوَاهِرِ شَارِحُ
وَيُعْرَفُ بالضَّوضاءِ قَلْبٌ صَوَادِقٍ
وَيطعَنُ فِي السِّرِّ قَلْبٌ جَارِحُ
وَيَنْهَشُ النّسْرُ أَشْلَاءَ مَيْتَةٍ
وَيَأْبَى الجِيافَ طَيْرٌ صادِحُ
لاتَنَالُ نَفْسَ الْحُرِّ شَذْرَةُ حاقِدٍ
وَلاَ قَوْلُ إِفْكٍ بِالإِشارَةِ قَادِحُ
وَتَتْعَبُ نَفْسٌ كَيْ تَنَامَ بِرَاحَةٍ
فَيُزْعِجُها بِاللَّيْلِ كَلْبٌ نابِحُ
تُعَلِّمُنا الدُّنيا كُنُوزَ مَعَارِفٍ
فَيَأْتِيكَ بِالْقَوْلِ هَذَا طالِحُ
النَّفْسُ إنْ خَبُثَتْ تَطَاوَلَ ظِلُّهَا
فَلَا خَيْرَ أَرْشَدَها وَلَا هُوَ كابِحُ
حَيَاةُ الكَوْنِ أَجْمَلَها الْقَدِيرُ بِعِلْمِهِ
فَلَا جَدَلًا إذَا كَلُّ شَيْءٍ وَاضِحُ
وَيَسْعَدُ مِن صَانَ بِالصَّمْتِ حَدَّه
فَلَا يَقْذِفُ حُرًّا وَلَا هُوَ مَادِحُ
وَيَحْشُرُ أنْفًا وَالْبَيْتُ مُغْلَقٌ
لَعَمْرِي ذَاكَ الذَّنْبُ الفادِحُ
وَلَسْت مِمَّنْ يَكِيلُ المُغِيرَ شَتِيمَةً
وَيَصْرُخُ جَهْرًا وَقَوْلُهُ قَادِحُ
وَأَعْصِمُ قَوْلي بِالصَّوَابِ أَصُونُهُ
وَالْقَلْبُ مِن غَيْظِ الطُّفَيْلِيِّ طافِحُ
عزاوي مصطفى