الجمعة، 24 سبتمبر 2021

Hiamemaloha

رواية عبور البحر الأبيض المتوسط للأديلة سميا دكالي

 #رواية_عبور_البحر_الأبيض_المتوسط 💦

بفلم الأديبة سميا دكالي

تحكي الرواية عن حياة فتاة عاشت في ظل أوضاع أسرة مغربية تقليدية....تحكمها تقاليد وعادات المجتمع التي ظلت تحت رحمتها.... مما عاق دون تحقيق أحلامها... إلى أن وجدت نفسها قد  عبرت البحر الأبيض المتوسط باتجاه مارسيليا.... حيث ضاع ابناءها هناك، وهم عرضة تياره الذي جرفهم للغوص في حياة ما كانت من أصلهم.


       الفصل الأول     ( في المغرب )


#الجزء ٣


لم أكن بعد قد وصلت للسن الذي يتوجب علي فيه أن أتحمل أي أعباء، إلا أني بحكم أنا الكبرى فكنت طبعا أعتبر بالنسبة لأمي يدها اليمنى التي تستند عليها. كانت أغلب الأوقات تكلفني بالإعتناء بأخي المدلل، كما تأمرني  بتنظيف الآواني المكدسة في حوض المطبخ، لم يكن باستطاعتي الانفلات من ذلك العمل الشاق لأنها من المؤكد سوف تعاقبني فلم أكن أجد سوى الاستسلام غصبا عني، وأنا مستغرقة فيها إلى وقت متأخر.


أما دراستي لم أكن موفقة فيها لكون لا أحد يهتم بالنقص الذي أعاني منه ولا أن يأخذ بيدي، فأبي يرجع من عمله منهكا لتجواله طول اليوم بين شوارع المدرسة تحت شمس محرقة أو برد قارس. أمي تستقبله كعادتها وقد حضرت له الجو المناسب لراحته مع إعداد له أصناف الطعام التي يحبها. لم تكن تتوقف أمي عن الحديث في حضرة أبي تسرد له كل ما سمعته خلال النهار من عند جاراتها عن أخبار الحي، والحكايات الطرية المعبأة التي لم تنتشر بعد. أما هو فكان يستمع إليها بكل فضول، وبدوره يحكي لها عن عمله والأحداث التي صادفته أثناءه .


كنت أرى كل ذلك وأتساءل مع نفسي كيف لي أن أكون متفوقة في دراستي، ولا مناخ مهيأ لي  لبلوغ ذلك؟ أكيد هناك شيء خطأ يحدث، ما كان لي أن أتواجد وأعيش في هذا الوسط الغريب، لأن بداخلي رغبة وطموح لأصل إلى مستوى ثقافي، وأحصل على شهادة تكون لي كسلاح أضمن بها حياتي في المستقبل. حتى أمي كان تفيكرها مقتصرا على شيء واحد، هو أن البنت مهما فعلت ووصلت فمآلها بيت زوجها هو من سيغدو مستقبلها. أظنها فكرة خاطئة نابعة عن معتقدات وعادات ورثتت وتجدرت، حتى باتت كالمقدسات التي وجب احترامها والسير على منوالها غصبا.


   #سميا_دكالي

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :