عتبة الانتظار
بقلم الشاعر أدريس العمراني
هذا جزاء من يعشق حد الإنبهار
ضمأت الشفاه و غاب الحوار
تحطم الصبر على أعتاب الانتظار
و احترقت الرغبة أمام هول التذكار
حب الحبيبة لوعة و ابتلاء و انكسار
كيف أخفيه و الفؤاد لذكرها ينهار
أمني النفس بالوصال ليل نهار
هي الحبيبة هي الطريق هي المشوار
لن تثنيني عن حبها حدود و لا جدار
كتمت حبها و ضاق الصدر بالأسرار
فلم أجد بدا من البوح و لو باختصار
شهقاتي المكتومة تتوالى باستمرار
ذنبي أن القلب إليها ساقته الأقدار
كيف لا و منها و إليها الفرار
لا تسألوني كيف حبها علي جار
قيدني بحبال الشوق دون رحمة و وقار
ما يحمله قلبي تعجز عن حمله البحار
في مده و جزره و ظلامه القهار
هكذا جنيت على نفسي يوم القرار
حين عشقت من تحسن اللعب على الاوثار
أصابت الفؤاد بسهمها البتار
أدمنت حبها حتى أدماني الانتظار
قليل من كثير ما أعانيه من أضرار
أذكرها كلما لاح نجم في الأسحار
قصة حب تعجز عن وصفها الأشعار
أنا هنا و هي هناك و انقطعت الأخبار
أعيش على هول الحنين و ألم الانتظار
أعيش بداخلي ألم الاجترار و التكرار
و لا زلت أمني النفس ان يزاح الستار
و أرى وجه الحبيبة و تزول الأكدار
و على الشفاه الضامئة تتفتح الأزهار
معلنة موسم العناق إذا شاءت الأقدار