_ وردة الدّم
بقلم الشاعر سلطان الوجيه
من أيّ اتّجاه أدنو إليكِ
وهذا السّوادُ مسدولٌ عليك
سألتكِ
هل تسمعين؟
أنت أيّتها الحبيبة
يا نجمة اليباب
ياوردة الدّم على رمل الخراب
أنا آتٍ إليكِ
فضمّدي من الجرح الأنين
منذ أسلمت نفسي لنفسي
ضائق في عذاب
بين أمسي ويومي
بين أرضي وسمائي
يلفّني كفن الذّهول
عمري يتصحّر بلا لون
يغسله يأسي بنار الحزن
آتٍ إليك
وقدميّا متأرجحة السّقوط
هدهديني بين يديك
وأزيلي عنّي صقيع الجليد
علّميني كيف أخطو من جديد
وأزرع أحلامي بين نهديك
تنام كطفل...كالحقول
هاكِ حالتي
أضع بين عينيك حكايتي
دمي نار وأحلامي ركام
أجرجر نفسي من جنح ليلي
عنوة
عجنتْ حنجرتي من الحزن
غنوة
وفي صدري ألف ألف حريق
لم يعد فيه شهيق
من الشّمال إلى الجنوب
رحلت عنّا رياح الشّمول
أحتطبُ الرّمل
يأبى الرّملُ إلّا أن يصير هباء
والشّمسُ ظلُّ ودماء
يفتقد مسمعي لطبولها
لم تعد تشرق كماضي عهدها
في خفية تنسلّ نحو الغروب
فهل تنظرين
كيف أصبحتْ طيفاّ؟
تفتقد أدنى مهمّة
أفقدوها أدنى الحلول
من نافدتي المغلقة
من بين الغيوم
أرى خيوط النّهار
تنسلّ إلى رئتي
فأزفر بكآبة المساء
لا فرق عندي
بين صباحٍ ومساء!
بين ليلٍ ونهار!
ما دام يعجنها الشّقاء
كل مساءٍ أضعُ تحت رأسي
صخرة من رماد
هباء بين ثلج ونار
وبالأمس كنتُ حصاداً
تغصُّ منه السُّهول
ألا ترين كيف يلتحفني الألم؟
كيف تُزلزِل وحشةُ الظّلام
بيتي الصّفيح
يضيق بي المكان
أسارعُ بوجهي...
أرنو بضوئي الضّئيل
إلى شحوب القمر
لعلّني أجد بين يديه حفنة من ضياء
لأستوضح الطّريق
لا يلبث الموت إلا أن يحلّ
فتمتلأ منه الجيوب
ظل النًهار
عاف الخفاء
لصٌّ في وضح النّهار
يقفز من واحةٍ إلى واحةٍ
من برعم زهرةٍ
إلى طلع نخلة
إلى كلّ شرفة
يوسّد أحضانَه ألف وردة
ناصبنا البقاء
يخمد كلّ قول
آآآه تعبت من الغياب
من الرّماد من الغبار
أفتقد منذ سنين
لجبين السّحر
دوماً
بلا هوادة
يهبط الظّلام عنوة
ينتزع منّي السّرير
وعلى أوتار غيمه... دخانه
يعزف لي ترانيم السّفر
إلى ما قبل النّشور
بصمود حتّى لو ينقضي القدر
وقمري ما زال في سرباله
في ملابس نومه
كأنّه
لا يعنيه ضعف البشر
يهبطُ الّليلُ وعلى يديه فئرانُه
ينضّفُ المكان من القطط
يغرقُ في نشوته الحمراء
من دم النّجوم
يصولُ ويجولُ بكبرياء
وكيف لا وبصهيله ملك المكان؟
آآآه يا لسمائي المظلمة
هل سيأتي كوكبٌ يحرّرُ المكان؟
أعودُ لوسادتي المهترئة
قد بال عليها الزّمان
أزحزحُ عنّي صخورَ الكلمات
حتّى أحرّرُ قصيدة
ليعودُ الفجرُ المشرّدُ
ليعانق شمس الغرر
آآآه أيتها الحبيبة
يمضي الزّمانُ
أحتضرالعمرُٕ
وانا ما زلت
في انتظار
فهلّا تردّين الجواب
منذُ أن أسلمتُ نفسي لنفسي
منك في ضباب
هل تعرفين ما الفرق بيني والخراب؟
ما علاقتي بالخراب... بالرمس؟
أراك قد فصلتيه عليّا كساء
ألا ترين كيف تقرّحت من على جسمي
ثيابي القديمة؟
تشظّت خيوطُها
متى لرياحك تأتيني بإبرة
فيها ألملم الشّتات
أخيطُ بأشلائه المكان
ما زلت أفتقر الجواب
أ / سلــ"الوجيه" ــلطان