وجدتُ الصّمتَ في ديني حراما
بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي
لطمتُ على ذهاب العُمر خدّي***وحقّي أن أثورَ على الفسادِ
وأبْكي كُلّما عاينتُ شعباً***تقدّم في المـــــــــــــعارفِ بالسّدادِ
فكمْ من أمّةٍ عثرتْ فقامتْ***وحقّـــــــــــــقتِ التّفوّقَ بالرّشادِ
وكم من أمّة سقطتْ فأمستْ***بفــــــعل سقوطها مثل الجمادِ
أنوحُ على التّسلّط في بلادي***من الوجعِ المُــــــــفتّتِ للفؤادِ
////
أقاوم بالقريـــــض وباليراع***وأهجم بالبــــيان على الرّعاع
وما زالت مقاومتي وعزمي***بحزمهما أصارع في الضّــباع
أغير على البلاد ومن عليها***وقد سقــــــط القناع عن القناع
وكيف أطيق شرّا مستطيرا***ورأسي قد تألّم بالــــــــصّداع؟
يراعي لم يزل قلما مطيعا***بحبره قد أصـــــــــرّ على الدّفاع
////
رجعنا بالعقول إلى الوراء***فصرنا كالبـــــــــــهائم في البغاء
نعادي نور علم لا يعادى***ونمـــــــــــــكر كالثّعالب في البناء
وقد عثرت بجنح اللّيل رجلي***فأجبرني السّــقوط على البكاء
وقال مخاطبا لي أنت أعمى***فقلت نعم فطـــــمت على الغباء
تضيق النّفس منّي في بلاد***بها السّحت استــحال على الدّواء
////
وجدت الصّمت في ديني حراما***إذا ضوء النّــهار غدا ظلاما
بكيت دما على الأوطان لمّا***علمت بأنّي في الفــــــــقه أعمى
أصابتـــــــي اللّيالي بابتلاء***فصرت مكبّلا في الحـــبس ظلما
وكنت إذا سألت عن اعتقالي***رجعت بخــــــيبة فازددت غمّا
رموني في السّجون بغير ذنب***وظلمي زادني في الأسر رجما
////
يقولون ابتســــــــــم وأنا أثور***وأرفض أن ينشّــــطني الفجور
لقيت من المصائب كلّ ضرب***ورأسي شاب والبـــــلوى تدور
وقد أفنى البكاء عليّ دمعي***وفي زنزانتي انعـــــــــدم السّرور
وكم من ليلة في الغمّ طالت***وضاقت من قســـــــاوتها الصّدور
مضت بقضائه الأيّام تجري***وحال الخلق يعـــــــــــلمه الغفور
محمد الدبلي الفاطمي