الخميس، 14 أكتوبر 2021

Hiamemaloha

هجرت القصور للشاعر سمير بن فرج

بقلم الشاعر سمير بن فرج

 هجرت القصور و الأحلام عزّا 

فجلست على الأعتاب و الأطلال 

وقلت إنطوت حياتي ألما و أحزان 

كنت بالأمس عصفورا يطوي السماء

واليوم أراني سجينًا مكسور الفؤاد 

عهدت الصمود و عن وعدي تراجعت

فكيف لي أن أنسى ما مرّ بى 

و أني لم أكن أعلم ما سيمرّ بي ..

عجبت من أمري حين أدركت الحقّ

و لم أكن  أبدا لأهب حياتي  زُلْفا

و ها أنا أقصّ على مسامعكم كلام

ذات ليلة في سوادها عتمة و نجوم 

هبّ نسيم يخرّ له القلب سجينا ..

فداعب القمر مشعا أطياف السماء

و اختلت العصافير أوكارها مسرورة 

الى أن لوّنت غيوم داكنة الوجود ...

فكان العتاب المحل الأوّل ألما ..

و البقية للحزن في المحل الثاني 

و إشتدّ البكاء و الوجع و الصّدود...

ثلاثة يحكمان الفؤاد و دنيا الوجود ..

في ليلة خُرقت فيها كل العهود

رحل الصبيّ في صمت و حرقة 

غير متلبّس من الدنيا بأي شئ 

سوى قميصه الذي قُدّ فوق كتفه .

و ثانيهم قد تركهم في العتمة ...

و عزم التخلي عنهم و عن الوجود..

و ثالثهم رفيقٌ  في الصحو و المنام

و رابعهم شعاع ينير لهم  الطريق ..

صبيّ تنهلّ عبراته دما على خدّيه  .

ينادي صدحا و ما لندائه مجيب   ...

تائه بين الأشجار و قطرات الندى..

غريب في وجوده دخيل عن المألوف 

مسكين يجرّ قدميه حافيا لا مباليا ..

فالقلب قد إنكسر و الفؤاد إنكوى ...

عجيبٌ أمره بين السهد و الحيرة ..

كئيب لم يعد يجيد العزف و الإنشاد

و قد دُكّت أوتاره إنقطاع صميم القلب .

صبيّ صغير يبكي وقد مسّه الضرّ 

فيا مغيث التّائهين أغثه برحمتك ..

وصل الصبي عند الشّروق قبرا ..

عليه نقوش و ورود جفّت عروقها ..

فقال أيا ورودا من أيبس حُمر ورودك ..

و إفترش القبر و إشتد نواحه ....

على كل ما مضى عليه في ليلة ..

قُدرت مقدار نيّف و دهرٍ نهايتها القيامة...

الشاعر سمير بن فرج

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :