بقلم الشاعرة لطيفة ناجي
تمهل أيها الخريف..
تمهل أيها الخريف
وأنت تستعد للعبور
فآخر عناقيد العنب
لازالت تتأرجح في حبور.
دعْ ثمار الجوز والكستناء
تتداعى، في صمتها المريب
فلقد أرهقها ثقل الشهور،
وآن لها أن تتهاوى لتستريح.
تلك الأشجار ،تبدو خجلى
تداري عريها وعقوق الأغصان:
ستدخل في سبات عميق.
انكمشت على غبنها الأوراق،
و تناثرت في الممرات والدروب،
يسمع لخشخشتها وقع رهيب
أتراها تئن من شدة الوجع
أم هو صراخ أهل القبور؟
تمهل أيها الخريف ،
فالصرّار الحسير
لازال يردد لحنه الحزين
وهو يستعد للرحيل.
وأنتِ ،أيتها الرياح المزمجرة،
تريثي وترفقي،
فقريبا سينكبُّ على شقائه
ذلك العبد الضعيف الشكور.
سيداعب حبيبته العجوز ،
يزينها بالأخاديد والخطوط
وينتظر قطرات الغيث
لينصت لوشوشة البذور
الحالمة بميلاد جديد.
تمهل أيها الخريف
فلازالت في دوحي
ورود ظمأى
أوشكت على الذبول.
لطيفة ناجي.