فِرار...
بقلم الشاعرة منية الشريف
العمر مقسوم بيني و بيني
والصمت الجريح
يئنّ بين رماد و نار
الحلم الجميل- يا خافقي- موزّع
بين لقاء جامح و....فرار
حتى لو خانتني أحيانا عباراتي
أو هربت مني بعض أفكار
أعتمر حرفي وأمضي قدما
أعانق الشمس و أقبّل الأمطار
أعاتب شوقي عن عذاب صامت
و أتمسّك بعذر تائه
يرجو السماح مقدّما كلّ الأعذار
لا عذر للريح و هي تلثم غصنا شريدا
ولا عذر للعصافير
لمّا تحطّ على وارف الأشجار
كيف لورد يضوع عطره
يكاد ان يصبح زهر صبّار؟
كيف للّيل السديم
ان تفترق عنه الأقمار؟
والشمس كيف لها أن تنطفئ
في وضح النهار؟
موعود هذا العمر بالوجع
باكية لَعَمري هذه الأقدار
كيف التلاقي والجفاء لعنة
يسبَح بجنون ضدّ التيّار؟
كيف السبيل الى حلم وردي
يرقد مطمئنا في فكري
والذكرى سهاد ..
و كل الجسور اليه مرار
أحمل العذاب الممزّق
وأمضي في طريق شائك
بعَنَتِِ...... بإصرار
علّني أتّخذ من هذا الحزن الكميت
معطفا يدثرني من برد الحياة
ويحملني إلى أمواج صاخبة بلا قرار
منية الشريف/تونس
25 كانون الأول 2021