جسر الرحيل
بقلم الشاعر صالح إبراهيم الصرفندي
كنا أجمل حبيبين يوم التقينا
يوم تعارفنا
في أزقة المخيم
تبادلنا النظرات خلسة
وسرقنا بعض الحروف عشقا
ودارت الأيام مسرعة
وعندما كبرنا
امتلأت السحب غموضا
وهاجرت العصافير قسرا
وامتدت يد الشر عنوة وقهرا
وبدأ البطش علنا
وتباعدت المسافات غضبا
ولجأ الجيران
لجسر الفراق حزنا
ما أصعب الفراق
وما أقسى الرحيل
ربما وحده الزمان
يشهد لوعات البعاد
ما أصعب أن نفترق
حروفي تتأرجح
بين شك ويقين
في ليلي من أناجي
وفي مخيلتي من أغازل
من أجامل ومن أهادي
بصمات الحزن تطاردنا
خلف كل الجدران تذكرنا
كنا !! والآن من يعوضنا
من يعيد لمسة يد
وشفاه تعانقنا
خلف الأسوار
تهنا وتاهت معالمنا
خلف الجسر
فقدنا أعز من سكن مشاعرنا
هنا على مشي الأشواك تعودنا
قالوا :
هناك زهرة تنتظر مجيئنا
وقلت :
ربما هي أخر عهدنا