أحمد بو قرّاعة : تونس
إنّما الدّنيا وباء
يا خليلي ما خلقنَا للخلود و البقاء
خلدُنا أنَّا بقلبٍ قدْ رأينَا الأنبياء
فمشيْنَا إثْرَ خطْوٍ وتَلَحّفنَا الرِّداء
و سكَنّا الليلَ ندْعُو للعقول الفقراء
كمْ فقيرًا كان بالقلبِ غَنِيَّ الأغنياء
و خَلِيًّا منْ فؤادٍ كان أشْقى الأشقِياء
فارتحلْ بالقلْبِ تَلْقَ في النَّعيمِ ما تشاء
ثَمّةَ أنهارُ تجْري خَلْفَ أقْبَاب السّماء
لا تُدانِيهَا ثُغُورُ غير مَنْ ذاقَ العناء
نحنُ ذاكَ القلبُ حِلْمًا ، نحنُ تحْتَ الأنبِياء
والدُّنى لوْلا كَرَاهٌ ، لاعْتَلَيْنَا الأُمَراء
فاحْرُسْ القلبَ بِوَحي ومسير الأصفِياء
إنَّمَا الدّنْيا ضَبَابٌ ليْسَ فيهِ قَطْرُ ماء
إنَّمَا الدّنْيَا وَبَاء