رذاذ الوجع
وأنت ترتشف رحيق النصر
وتفلت رذاذ الوجع
من فنجان يسقيه الغدر
فاضت جداوله المغتصبة
حين نبعت من عيون العدم
أمهلني يا زمن لحظة أنتعش
عزلة في دواخلي المكسورة
أنفض غبارا اعتراني من
وصلات الماضي الكسيح
أراقص تلك الرفات
الغامضة من أطياف الأمل
أتناسى انقباض الوجدان
حين تجردني أنوار الأحلام
من شظايا الذكريات العالقة
و تنفث الذات سموم الغش
التي لحقتها من الأقنعة البراقة
اهترئ مثقلا على رفوف النسيان
أغتال كل الكلمات الزائفة
و اللمسات الطائشة من نسائم
غالبتها رياح الخداع الأخاذة
أمرر بيدي على معالم
زمنٍ فسيح ضاق منه صدري
و كل أنفاس الغضب الكاسر
زادي، تلك المفردات المبتورة
من معجم القصائد الموجعة
التي وقعت في جوف الألم
يتعالى أنيني خافتاً مدوياً
أتجرع رشفات الندم علقما
كنخب الموت غدرا في أعقاب
الهواجس الجامدة
هيكلا في منتصف العمر
بخطوات شاحبة أتمايل
كأشعة شمس الأصيل
إذ تنسل بين السحب الحزينة
دعني ألعق خيبتي
و أنا أنتحب مختلا و وحدتي
حين ارسم في ظلمتي ليلي
كل المشاهد الزاحفة خلسة
من مرتع الذكريات الآثمة
أمهلني يا سادي الأزمان
أحرق قصائدي الجامحة
و أنثر الرماد على أرصفة
مساري الملغوم
و أهف إلى حرفي بلوعة
المشتاق الى قراءة المكتوم
ما كتبت نبضاتي الداكنة
ما علق في جدران محبرتي
و ما دفنته في روضة النسيان...
سامر برقيو