عقيدة الحياة.
بقلم الدكتور سمير بهلوان
مع أمير الشعراء أحمد شوقي
آخر بيت كتبه شوقي:
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إنَّ الحياة عقيدة و جهادُ
ولم يزد عليه، حيث وافته المنيّة، وقد رأيت أن أجعله في
مطلع قصيدتي، وأكمل خلفه بما يقارب معناه، لعلّي أوفّقُ
في هذا السبيل، والله وليُّ التوفيق، فكتبتُ:
"قِفْ دونَ رأيكَ في الحياةِ مجاهداً
إنَّ الحياةَ عقيدةٌ و جهادُ "
واتبعْ لِمَا يُوحى إليكَ مِنَ الهدى
مَتْنُ الهدايةِ نجوةٌ و سَنادُ
واصدعْ بقولِ الحقِّ والزمْ شرعَهُ
دفعُ المظالمِ شِرْعَةٌ و مُرادُ
واتركْ سبيلَ اللَّغْوِ و اهجُرْ سَفَّهُ
لَغْوُ المجالِسِ زِلَّةٌ و فسادُ
ما كلُّ دَلْوٍ في الحديثِ بصالحٍ
بعضُ الكلامِ لَجَاجَةٌ و عِنادُ
وإذا وجَمْتَ عنِ المظالمِ صامتاً
يأتيكَ فيضٌ غامِرٌ و تُزادُ
و النَّصرُ عِزٌّ في الحياةِ مُؤَزَّرٌ
يَبْنِيهِ جَدٌّ صادِقٌ و رشَادُ
فَدَعِ الصَّغائرَ لا تُواكبْ سَفَّها
فَمِنَ الصَّغائرِ لا تُشادُ بلادُ
يبني المَمَالِكَ عاهلٌ مُتَمَرِّسٌ
يَزْكُو النَّمَا في ظِلِّهِ و يُشادُ
و يُضِيعُها غَرٌّ عبيطٌ غافِلٌ
تُغْرِيهِ أسبابُ اللّهَا فَيُبادُ
مَنْ قامَ في أصلِ الضَّلالِ بِنَاؤهُ
زَلَّتْ رواسِيَهُ و خارَ عَمَادُ
يقضي الفتى جُلَّ الحياةِ مُؤَمِّلاً
يُغْرِيهِ نَومٌ تارةً و سُهادُ
فعواقبُ الأعمالِ غَلٌّ حاصلٌ
جَمَعَتْ مواردَهُ يدٌ و فؤادُ
عَمَرَ البَسِيطَةَ عامرٌ مُذْ رامَها
فَتَنَتْ مواهبَهُ رُبىً و وِهادُ
فبَنى بِحولِ العقلِ كلَّ مُبَرَّجٍ
فانظُرْ بِحُسنِ الجَدِّ كيفَ تُشادُ
مَنْ رامَ أدراجَ العُلا يرقى لها
فالجَدُّ في دَركِ المُرادِ جِهادُ
فإذا دَهَتْكَ مِنَ الزَّمانِ غَوَائلٌ
فالصَّبرُ فيهِ بَشَائِرٌ و رَفَادُ
مَنْ أَحْكَمَ النَّفْسَ الجموحَ لِجَامَها
ورعى سياسَتها، إليهِ تُقادُ
واعلَمْ بِأنَّ الدَّهرَ ليسَ بِغافِلٍ
فَعُيُونُهُ حولَ الأنامِ سُهادُ
لو كان مِقْدَارَ الهَبَاءِ لَزِمْتَهُ
هو طائرٌ حولَ الرَّقابِ، يُعادُ
تلقاهُ مَنشُورَاً، عليكَ شُهُوْدُهُ
نِعْمَ الشُّهُودُ إذا الشُّهُودُ أفادوا
بقلمي: سمير بهلوان
أرواد في 5/9/2022