أصداء خريف
و لم يكن نصيبي من الحياة سوى ذكرى قاتمة تملأ المكان .حزمة رسائل بدون جواب..تعانق بداخلي عطرا غاب . تعانق الصمت. يدب فيها الموت و سم الليالي .يجيء خريف و يمضي خريف و الموعد يتكرر على ضفاف احلام سقطت أوراقها قبل الأوان.شجرة عارية الأغصان.تبكي ظلالها.تبحث عن جرعة ماء. في صحراء التيه عن اسم لها بين الاسماء.كل مساء يتصلب وجعي أمام كومة أوراق تحكي ما يخفيه القلب من أوجاع. أعانق فيها رماد الذكرى ...بالامس كنت أبحث عن سيدة القصيدة اتعقب خطواتها .أهفو لنظرتها أراود حديث الثغر يتسلل من بسمتها .تتولد القوافي من صمت عيونها .و اليوم ابحث عن نفسي بين قوافي متاهات العمر الزائف.بين مرارة الفقدان. و قوافي الحرمان .لا الزمان يرحم و لا المكان . أتجرع كؤوس الخيبة في كل آن ..تذوب في حنايا الروح الاحلام الضائعة..تكسرت المرآة و تكسر الطيف بين حنايا أجنحة العمر المتكسرة.ألملم شضاياها الموجوعة.
لا زلت أراود المكان أبحث عن عطر في الزحام وسط الركام . أبحث في رماد الذكرى جمرا أحرق به بقايا القصيدة و الحروف الجائعة..لعلي ادفن اشعاري في منفى الغروب.تحت أشرعة فقدت بوصلة العودة.
مرت سنين خريف يعقب خريف ولا زال الوجع . لا زال بين السطور وطيات الدفاتر .حنين .أبى أن يرحل او يسافر .
ليتني عدت لمحراب الطفولة.لفضاء لا حلم فيه.لا حنين و لا شوق.لا تعب و لا معاناة.خارج طقوس الموت و الحياة.
ادريس العمراني