الخميس، 27 أكتوبر 2022

Hiamemaloha

ق. ق هما ومن سواهما للكاتب عبد العزيز قدوري

 هما  و من سواهما!

بقلم الكاتب عبد العزيز قدوري

ولد طبيعيا عن حب مراهقة طائش ، حب جمع بنت الأكواخ خلقة الثياب بهية الطلعة خادمة الاعتاب و الأمير سليل الاسياد خشن الطبع قبيح المنظر، رمته الأقدار مقمطا بين النفايات على قارعة الطريق ... نشأ متخلى عنه بين الأيتام ترعاه أيادي رحيمة ، وزرات بيضاء تعهدته دون كلل و اعتنت به دون ملل ... منذ نعومة الأنامل ظهرت ملامح الفطنة و الذكاء لدى الطفل الصغير ... ذاكرة لا تنسى و فراسة لا تخطئ وشعلة لا تنطفئ ... لمع نجمه بين الاتراب في المسرح، في تمثيل مشاهد المأساة و الأتراح دون الملهاة و الأفراح ... نظمت دار الايتام حفل تميز لتكريم المتوفقين من مرتفقيها ... حضر جمع غفير، شخصيات رجال و نساء شيبا وشبابا... بعد الافتتاح مثل طفل صغير مشهدا من مسرحية من تأليفه و أخراجه...


صعد الركح رث الثياب باليها

يمد الأيادي و الأقدام عاريها

دمع العيون مشدوه المحيى 

يدب فوق أشواك هو ساقيها 

يحمل كيسا ظهره كاسيها 

ترمي حجرا الطريق كاسيها...

تكلم حنقا ... نطقا خنقا

تلفظ كلمات جهل معانيها 

سقط... حاول النهوض مرات

خانته صحة كم كان حاميها... 


"حرمت الحنان و أياه ظلت أتسول

بين الأنام فقيرا هيهات مثلي يتبدل 

أبسط يدي ثم أقبضها إلي يائسا

بائسا أنا ما عدت ذلا و قهرا أتحمل

أيتيم أنا؟ 

أمتشرد أنا؟ 

أنا من انا ؟ 

أخبروني رحمة بي من انا؟"


تاثر الجمهور لقساوة المشهد، منهم من بكى و منهم من تقطبت قسمات وجهه متجهما ... بينما انطلقت امرأة سهما رأسا من أقصى أركان المدرجات نحو الركح ناحبة نائحة خلقة الثياب نحيفة القد بئيسة المنظر... وانطلق من ركن آخر شاب لباسه الفخر وحاله اليسر على وجهه سيول دموع حارة ... التقيا حيث هوى الطفل ... حملا الصغير و حضناه بحنان الى صدريهما ... ربتا على ظهره و همسا كلمات في أذنبه... نظر كل منهما الى الاخر في دهشة و تعانقا ... هدأ روعه الصغير و استسلم لنوم بسلام ... أسدل الستار على شمل فرقته الثقافة و جمعته الطبيعة من جديد ...

عبدالعزيز قدوري الرشيدية ٤

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :