عش في دنياك زاهدا
لم الحزن وكلّ أمر بقضاء
فتلقّ بالصّبر كلّ بلاء
وكن شاكرا للّه في كلّ حال
في المنع منه وفي العطاء
فللّه في كلّ أمر حكمة
تغيب أحيانا عن الفطناء
فسرّاء ترى بالعين ظاهرة
وما هي حقّا غير ضرّاء
وضرّاء يشكو المرء منها
وفيها لعلاّته خير شفاء
ونعشق الدّنيا ونغترّ بها
وليست الدّنيا بدار بقاء
ونلهو ونبني الآمال فيها
وأعمارنا تسير إلى الفناء
فالموت يطلبنا في كلّ ثانية
فيسرق منّا كلّ صفو وهناء
خلق الدّواء لكلّ داء
ويعجز عن داء الموت كلّ دواء
انظر فديتك في دنيا وأخرى
في دار الفناء و دار البقاء
في أخرى بتقوى تجتنى
أو دنيا هي دار كدّ وعناء
فاختر لنفسك ما منهما تبتغي
وكلّ اختيار مقرون بجزاء
فإن اخترت دنياك فاعلم
بأنّك لن تكون إلاّ في شقاء
وإن اخترت أخرى فأبشر
واسلك لها سبيل الأتقياء
واعمل لتفوز بالفردوس فيها
وتكون منعّما بجوار الأنبياء
فكن أخي في دنياك زاهدا
وعش فيها بين خوف ورجاء
منير سويسي 23 نوفمبر 2022