سفيرة الكلمة/ناريمان معتوق
الأهداف كثيرة كل له طريقٌ يسلكه في الحياة
وأنا ككاتبة التقدم المستمر هدفي
ليس ككتاب أنشره في محكمة الواقع وأكثر
وأجلس أتقوقع في زوايا الغرف
كمن على الأطلال ينتظر
أتابع ملامحه،
تجعداته،
أحلامه السابحة في الأفق من بعيد،
لا.....أحلامي أكبر من هذا بكثير
كسفيرة للكلمة أنا
أحلامي تغزو كتب الخيال
تسبح في السماء إلى ما لانهاية
تشبع لذتي والجنون حين تطير في الأفق
تغازل المعول ساعة صبح باكر
وكفلاح نشيط يذهب إلى حقله
يروي ظمأ زرعه
يحاول بشتى الطرق أن يحيي الأرض الميتة
باخضرار الأغصان والمساحات والألوان
أو كعصفور نشيط يسافر أبعد حدود الصمت
كي يأتي بالخبر اليقين لؤلؤاً حيراناً
وعلى أغصان الأشجار يغرد
كمن يملك الكون الفسيح
أو كعاشقة لليل حزين تغني
تغني ملامح وجوه انكسرت فيها بريق الحياة
لم تعد كما كانت
ولم تجدِ نفعاً تلك
العتابات،
والهمسات،
والأوهام،
صرخات من داخل حنجرة الوقت المخفية
كم يتعبها الغياب
أو كطفل يلهو بأديم الأرض
يشعل فتيل الأيام بابتسامة صفراء
وغربة الأوقات الحزينة
تسحق أحلامه واحدة تلو الأخرى
بهمساته وصوته الشجيّ يعاتب الذل وفجر أمانيه
كم أتعبه الغياب والسفر إلى المحال
وعلى أعتاب القصيدة الموجع يتألم
لحظات وأنا أفكر كم من الممرات والدهاليز المتشعبة
التي أحاول تخطيها لبناء فكرة معينة معبرة
أعبر فيها مدن الخيال وأكثر
أحاول أن أبني منها قصيدة من غزل وطوفان
أكتب فيها ما أشتهي من حبر وألوان
أكتب كلمات من نور وغزل وأحلام
وأدعها تسافر مدن الخيال إلى هناك عند
جبران،
ودوستويفسكي،
ونزار،
ونازك،
ودرويش،
وكل عشاق الكلمة ودرر الهمسات
كل من يأسرهم الحرف وتعاريش اللغة المبطنة والثائرة
ألغاز تحيّر العقول ونمط مختلف الألوان
وذاكرة تعرج فيها الأفكار تصعد نحو الأفق
كلوحة زيتية فنية جميلة
وأنا هنا تعبت من كل شيء حولي
وحيدة أنا والقلم أتسامر مع السكون المقيت
صمت رهيب يحتل المكان والزمان
وأنا أفكر في كيفية استخراج لؤلؤ الكلمات والمعاني
من عنق الحكايات الممزقة ،الحزينة والمفرحة
علّها تولد من جديد
تشق صدر السماء وتبتسم لي الغيمات....
(سفيرة الكلمة)
ناريمان معتوق/لبنان
3/1/2023
11:40م